قاوم التتريك.. وأطلق اسم «السعودية» على حي بالبصرة
ومـــن األمــــور األخــــرى الــجــديــرة بــالــذكــر فــي ســيــرة املنديل نشاطه السياسي وعضويته الفاعلة في الحركة الوطنية العراقية ضد محاوالت التتريك وسياسات «حزب االتحاد والـتـرقـي الـتـركـي» املـنـاوئـة للعرب وحقوقهم فــي الحرية واالستقالل. ومن هنا برز املنديل كقطب من أقطاب «الحزب الحر املـعـتـدل» الــذي أسسه وقــاده طالب باشا النقيب من البصره في سنة .1911 وعندما تم حل هذا الحزب في سنة 1913 كنتيجة للضغوط العثمانية، سرعان ما نظم أعضاء الحزب املنحل أنفسهم في تنظيم سياسي جديد تحت اسم «جمعية البصرة اإلصالحية»، والـذي احتفظ فيه املنديل بمكانته كعضو قـيـادي. وحينما سقطت البصرة بأيدي قـــوات االحــتــالل الـبـريـطـانـي اخـتـيـر املـنـديـل لـيـكـون ضمن الـوفـد املمثل لوجهاء البصرة للتفاوض مـع قائد القوات البريطانية حول أوضاعها وشؤونها العامة. عــــالوة عــلــى مـــا ســبــق، عــــرف عـــن املــنــديــل عــشــقــه وهيامه الشديدين بمدينة الـبـصـرة، مـرتـع صـبـاه ومـهـد ذكرياته. وآيــــة ذلـــك -طــبــقــا ملـــا ذكــــره نــجــدة فـتـحـي صــفــوة (مصدر سابق)- أنه ساهم كثيرا في مشاريع تزويد البصرة بمياه الـشـرب النقية، وإنـارتـهـا بالكهرباء، وتحسني أوضاعها الزراعية، وتنشيط تجارتها، وتعميرها. وبسبب عشقه في الوقت نفسه ألرض آبائه وأجداده في نجد، وعالقته املتينة مع ابن سعود، فقد أطلق في عام 1934 اسم «السعودية» على أحد األحياء الواقعة على ضفاف شط العرب بالبصرة. فـجـاءه رد الجميل بعد سـنـوات حينما أطلقت السعودية اسمه على شارع من شوارع الرياض. كما لم ينس املنديل مسقط رأســه، الزبير، فـأوالهـا رعايته وعنايته بدليل أنه اهتم بمشروع لجر املاء من شط العرب إلى الزبير، وتبرع لتأسيس مكتبة الزبير األهلية. بعد اعتزاله السياسة والشأن العام في العراق سنة 1934 وجــه املـنـديـل جــل اهـتـمـامـه نـحـو أعماله التجارية والـزراعـيـة، لكن أمــراض الشيخوخة داهمته فـي منتصف عقد الثالثينات، فساء وضــعــه الــصــحــي وأصـــيـــب بــالــشــلــل قــبــل أن ينتقل إلى جوار ربه في الثاني من ديسمبر ،1940 ويدفن في مقبرة الحسن البصري فــي الـزبـيـر، تــاركــا خلفه مــن األبــنــاء ماجد ومـــالـــك وســـعـــود وأديــــبــــة ونـــزيـــهـــة، علما بــأن الـرجـل تــزوج مـن ثـالث نساء إحداهن أحسائية لم ينجب منها.