خطيب املسجد احلرام يحذر من التشويش واإلخالل مبقاصد احلج
اململكة تضخ 100 مليون للمناطق السورية احملررة من «داعش» واشنطن: السعودية الشريك الرائد لهزمية «التنظيم اإلرهابي»
قـــدمـــت املــمــلــكــة أكـــبـــر مــســاهــمــة لــصــالــح التحالف الدولي من أجل التصدي ملخططات تنظيم «داعش» اإلرهابي في املناطق املحررة من التنظيم في شمال شرق سورية، بمبلغ 100 مليون دوالر. وتــأتــي املـسـاهـمـة الــســعــوديــة امـــتـــدادًا للعهد الذي قطعه وزيــر الخارجية عــادل الجبير خـال املؤتمر الــــوزاري للتحالف الــدولــي الــذي عقد فـي بروكسل في 12 يوليو املاضي، واستضافه وزير الخارجية األمريكي مايك بومبيو. وتــهــدف املـسـاهـمـة الـكـبـيـرة -بـحـسـب وكــالــة األنباء السعودية (واس)- إلى دعم جهود التحالف إلعادة تنشيط املجتمعات املحلية، مثل مدينة الرقة، التي دمرها إرهابيو «داعـش» كما ستركز على مشاريع اســتــعــادة ســبــل الــعــيــش والــخــدمــات األســاســيــة في مــجــاالت الــصــحــة، والــــزراعــــة، والــكــهــربــاء، واملياه، والـتـعـلـيـم، والــنــقــل (الــطــرق والــجــســور الرئيسية)، وإزالة األنقاض. وتماشيًا مع مساهمات اململكة العربية السعودية حتى اآلن، فــإن هــذا املبلغ اإلضــافــي البالغ 100 مليون دوالر سيسهم في إنقاذ األرواح، واملساعدة عــلــى تــســهــيــل عــــــودة الـــنـــازحـــني السوريني، وضمان عـدم عــودة داعــش لتهديد سورية أو جـيـرانـهـا، أو التخطيط لشن هجمات ضد املجتمع الدولي. كما تمثل املساهمة امتدادًا لجهود اململكة فـي التحالف الــدولــي مثل املـشـاركـة في قيادة مجموعة العمل املعنية بمكافحة الــتــمــويــل، والــعــمــل عــضــوًا رئـيـسـًا في مجموعات عمل االتصاالت وتحقيق االستقرار وغيرها. وتـــعـــيـــد املـــســـاهـــمـــة الــــــــدور الرائد للمملكة في األيام األولى للتحالف الـدولـي فـي محاربة هــذا التنظيم اإلرهــــــابــــــي، كــــقــــوة اســــتــــقــــرار في حملتها لهزيمة داعش في جميع الجوانب. كـــمـــا أنـــــه يــمــثــل شــــراكــــة اململكة الــوثــيــقــة مـــع الــــواليــــات املتحدة والتحالف العاملي؛ بهدف تشجيع املشاركة في املسؤولية بني جميع الــــشــــركــــاء ملـــواجـــهـــة التهديدات اإلقليمية معًا كتحالف. أكد إمـام وخطيب املسجد الحرام الشيخ سعود الشريم أن كل حاج إنما هو في بلده الثاني معززا مكرما منذ قدومه إلـى عودته ساملا متقبا بــإذن الله، مشددًا على ضرورة االنتظام في أداء املناسك دون تشويش أو إخال بمقاصده أو الـخـروج عنها بشعارات وغـايـات ال تمت للحج بـصـلـة. وقـــال فــي خطبة الجمعة أمـــس، «حجاج بـيـت الــلــه الــحــرام هــا أنــتــم تـرتـقـبـون مـشـرئـبـني موسما من أعظم مواسم الـعـام، ونسكا من خير مناسك الدين، إنه حج بيت الله الحرام، والوقوف واالنكسار للرؤوف الـرحـيـم عشية عـرفـة والتلبية وذكـرالـلـه ورمــي الجمار وذبــح الهدي والـطـواف والسعي»، مضيفًا «إنــه لشعور غامر بالترقب الستلهام روحانية العج والثج والتجرد من املخيط وتعظيم شعائر الله التي بها تخلية القلوب وتحليتها مـسـتـشـهـدا بـقـولـه تـعـالـى (ذلـــك ومـــن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)». وأضاف يقول «لقد شرع الله الحج لعباده وأحاطه بكثير من املقاصد واملنافع، التي ال غنى ألمة اإلسام عن تأملها وسبر أغوارها، فما أمر الله إبراهيم الخليل عليه السام أن يؤذن في الناس بالحج إال لتبدأ غاية النداء وحكمه ومنافعه، إنها منافع الحج وحكمه، نعم املنافع التي ترفع شـأن األمــة وتصقل أفئدتها، إنها منافع أخروية وأخـــرى دنـيـويـة، وإن مـن أعـظـم تلكم املـنـافـع األخروية للحجاج مــا يـوثـق صلتهم بـالـلـه خالقهم دون شائبة تشوبها ليتمحض لـديـهـم تـوحـيـد الـلـه الـخـالـص دون قادح أو شارخ؛ حيث يتجلى ذلكم في التلبية الخالصة من شوائب الشرك واألنــداد بإثبات الربوبية واأللوهية له وحده دون سواه، لبيك اللهم لبيك، لبيك ال شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك وامللك، ال شريك لك». وزاد: ويمضي رســول الله في بيان منفعة عظمى من منافع الحج األخـرويـة بإبراز أهمية االقـتـداء به واتباع سنته وأثـر ذلـك في استقامة العابد وصحة عبادته وخلوها من درن البدعة واإلحداث في الدين حيث قال صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني مناسككم». وبـني إمــام وخطيب املسجد الـحـرام أن من منافع الحج تربية املـــرء املسلم على أطــر نفسه على اإلخـــاص لله، واإلخـــــاص والـــصـــدق الــخــالــيــني مــن الـــريـــاء والسمعة، مـشـيـرا إلـــى أن الــريــاء والـسـمـعـة لـيـسـا مـحـصـوريـن في حال رخاء املرء وترفهه، بل إن مظنة الرياء والسمعة في حـال تفثه وشعثه وتواضعه ال يقل خطرا ومضيا إلى النفس الضعيفة عما ســواه. وأوصــى حجاج بيت الله الحرام بالتقوى واغتنام استلهام منافع الحج املباركة اقتداء بالنبي املصطفى والرسول املجتبى خير من حج بيت الله الحرام صلوات الله وسامه عليه، وأن يتوجوا منافع حجهم املـبـارك بخلق السكينة والــرزانــة والرفق فإن املرء با سكينة كالطعام با ملح، واالقتداء في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم. أشــادت الـواليـات املتحدة األمريكية بمساهمة اململكة العربية الـسـعـوديـة بمبلغ 100 مـلـيـون دوالر لـجـهـود االســتــقــرار التي يدعمها التحالف الدولي في املناطق املحررة من تنظيم «داعش» اإلرهابي في سورية. وأعــربــت «الـخـارجـيـة األمــريــكــيــة»، عـبـر بـيـان أصــدرتــه أمـــس، عن شكر الواليات املتحدة للدعم السخي من حكومة اململكة العربية السعودية، وقالت «نحن نقدر أنهم أوفوا بهذا االلتزام». وقالت «الخارجية األمريكية» إن هذه املساهمة املهمة تعد حاسمة في جهود تحقيق إعادة االستقرار في هذه املناطق، وهي تأتي في وقــت مهم مـن الحملة الـدولـيـة؛ فلقد تراجعت السيطرة اإلقليمية لتنظيم «داعش» اإلرهابي إلى آخر 400 ميل مربع، وعاد ما يقرب مــن 150 ألـــف نـــازح إلـــى مـديـنـة الــرقــة، مضيفة «بـفـضـل التحالف الدولي، يقوم الشركاء على األرض باستعادة الخدمات األساسية لسكان شمال شرقي سورية». وأوضــحــت أن عــددًا مـن شـركـاء التحالف قـدمـوا تـعـهـدات ومساهمات في األشــهــر األخــيــرة، وتــقــدر الــواليــات املـتـحـدة جميع الــشــركــاء الــذيــن ارتقوا وتصدوا لدعم هذا الجهد املهم، معتبرة أن اململكة العربية السعودية كانت الشريك الرائد في التحالف العاملي لهزيمة تنظيم «داعش» منذ البداية. وأضافت الخارجية األمريكية في بيانها أن اململكة العربية السعودية هي الشريك املؤسس للتحالف واستضافت االجتماع الذي ساعد في تأسيسه في عام ،2014 الفتة إلى أن اململكة ساهمت ومنذ ذلك الحني بطرق عدة، بما في ذلك القيام بغارات جوية ضد التنظيم في سورية، وشاركت في قيادة مجموعة العمل ملكافحة تمويل اإلرهــاب وإنشاء مركز «اعـتـدال» ملحاربة األيديولوجيا املتطرفة، واستقبال أكثر من مليوني الجئ سوري، وقدمت أكثر من مليار دوالر من املساعدات اإلنسانية منذ بداية النزاع السوري. واختتمت «الخارجية األمريكية» بيانها بالقول «نحن نحيي القيادة الـسـعـوديـة الـتـي أظـهـرتـهـا اململكة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة فــي التحالف الدولي»، داعية جميع أعضاء االئتاف الدولي، والشركاء اإلقليميني، والحلفاء للقيام بنصيبهم في هذا الجهد الذي يساعد على تحقيق مزيد من االستقرار واألمن في املنطقة.