الرقص على إيقاع التطبيل

يا سالم سلم يا ناس يا هو هناك بشر شطار «همبكة» وأساتذة في الطبال سواء على الطبلة أو على الدف، املهم كل واحد فيهم شغال يـزف، طبعا ليس كل إنسان يجيد مسك الطبلة والضرب عليها، فـهـذا فـن ال يحسنه إال املطبلون األفـــذاذ، بـهـات يـا مدح عمال على بطال، فقط كلمة من رئيس القطاع أو الشركة أو رئيس املؤسسة واملفاهيم تتشقلب، الكويس يصبح غثا، والسمج يمسي جميال وعــذبــا، ال وبـعـديـن وبـكـل بـسـاطـة «وســالســة» وتلقائية يتسابقون، ومـن هو األشطر فيهم الـذي ينطق ال فـض فـوه، وال عاش من يشنوه، فينبري «زي املرسمة» في البراية، ويقول والله فكرة عظيمة طـال عمرك عبقري، طبعا ما شـاء الله عليك طالع لنفسك. ولـــكـــن هــــذا الـــرئـــيـــس الــبــئــيــس ملـــــاذا ال يــتــلــذذ بـــأفـــانـــن املــــدح؟ خصوصا أنه في بيته ما يحلم ولو «ندرت» عينه أن يسمع ولو كلمة «صغنتوتة» مـن هــذا املـــدح، ألنــه مكشوف وعـلـى مـن «يا قمر الـديـن» ولكن ليش ما ينبسط ويفرد ريشه، يعني هو أول واحد في التاريخ يمدح على سوء عمله، ال ورب الكعبة إنهم يا أخا العرب كثر ويتكبكبون على املـدح، كما الذباب على قصعة العسل، على األقــل الذباب عنده نظر اجتمع على عسل. وطبعا إضافة إلى تلذذ الرئيس بذلك الطبل الذي ال يصدر، إال من طبل أيـضـا، فهو يسير بكل غــرور وزهــو كما الــطــاووس على أنغام املطبلن، وعلى موال املراجعن املغلوبن على أمرهم وهو موال من مقام الصبا الحزين، هذا عن الفئات اإلدارية الذين هم أصال «الله بالخير» أمـا البلية وشـر البلية ما يبكي ويضحك في آن واحد، أنه قد بليت الكثير من دول العالم، خصوصا، ما يسمى بالثاني والحقيقة أن الثاني بعيد عنهم بعد الثرى عن الثريا، لقد ابتليت تلك األمم ببعض الطغاة، الذين لم يكتفوا بالتطبيل العشوائي، بـل أضـافـوا إليه أن يكون مـن مقام مختلف ويكون فــرايــحــي يــشــرح قـلـبـه ويــغــم قــلــوب املــاليــن، وأن يــكــون منوتا، فكل رئيس يجب أن تكون له نغمة خاصة، وأيضًا زادوا بعض األبازير «يا قلب العنا» كالصياح والتصفيق، وطاق طيق حتى تكون الزفة الكذابة، مختلفة من الياء إلى األلف، وعكسناها حتى تتماهى مـع بعض األمـخـاخ اللي مشي حـالـك، ونحمد الله أنه وفــي هــذا النفق املظلم، تظل هناك إضـــاءات مـن قـيـادات تعطي األمل وتبعث التفاؤل، والتي شهد لها العالم وعلى رأسها امللك سلمان حفظه الله ومن مضى من إخوانه حكيمي الرأي والرؤية، وال أنسى ولي العهد الذي حطم األرقام تحطيما، فالوقت عنده إذا لم تقطعه قطعك، وقد أثبتوا للعالم أن التطبيل ما يأكل عيش وليس كل إذن ترتاح له.