غش التربية
إلـــى مـتـى نـغـش فــي تـربـيـة أبــنــائــنــا؟ إلى مــتــى نــجــهــل إســــس تــربــيــتــهــم؟ إلــــى متى نفرط في داللهم ونوصلهم للهالك بحجة الحب؟ إن الـــتـــربـــيـــة مـــــن أهــــــــم املـــــهـــــام املنوطة بــــالــــوالــــديــــن، وأخـــطـــرهـــا نــحــن ملزمون بــحــســن تــربــيــتــهــم وهـــــم فــــي أحضاننا؛ ألنــنــا لــم نــعــد وحــدنــا مــن يــربــي األبناء، فــقــد أصــبــح كــل مــن حــولــنــا لــه تــأثــيــر في تربية أبنائنا أخالقيًا وفكريًا، نحن أوال ثـم الحضانة واملــدرســة ووسـائـل اإلعالم، فــتــعــددت دور الـتـنـشـئـة ســـواء داخــلــيــًا أم خـارجــيـًا والــتــغــيــرات الـسـريـعـة تـبـنـى في األبـــنـــاء قـيـمـًا وأفـــكـــارًا مــتــحــررة جديدة، غير تلك القيم والــعــادات التقليدية بما يحدث حولنا وعدم فهم املراحل العمرية التي يمر بها أبناؤنا وعدم غرس الوازع الـــديـــنـــي بـــطـــرق مــحــبــبــة وعــــــدم ووجـــــود الـــقـــدوة لــألبــنــاء ذكـــــورًا وإنـــاثـــًا، سيؤدي للمشاكل وسينعكس على سلوكهم وما أفسد أبناءنا إال غشنا في تربيتهم، إما باملبالغة في إحسان الظن بهم أواملبالغة فــي إســـاءة الــظــن بـهـم أو بــالــدالل الزائد، اشتروا لهم ال تزعجوهم ال تعقدوهم، فكم مـن هـديـة لـألبـنـاء مـن جــوال أو أي جهاز نــريــد بــهــا إســـعـــاد أبــنــائــنــا، كــانــت سبب فــســادهــم ودمــــــار أخـــالقـــهـــم، فــمــا نعيشه اليوم هو واقــع مؤلم والنتيجة أشـد أملًا، أصبح أبناؤنا في انعزال فكري وروحي، بــســبــب االســـتـــعـــمـــال الـــخـــاطـــئ للشبكات اإلنــتــرنــتــيــة، دون رقــيــب، وألن وجودها ضــــرورة مـلـحـة فــي كــل بــيــت، وعــلــى مدار الـــســـاعـــة، أفـــســـدت عــقــولــهــم لالستعمال الخاطئ لها دون إدراك للوقت، ودون فهم ملـا يـحـاك ضـدنـا وضــد عقيدتنا، خطفت الدين واألخالق والقيم، أصبحنا كل يوم في فتنة جـديـدة، فحصيلة الثقة الزائدة والغفلة عـن أبنائنا، جعلتهم يتجرأون على ارتكاب كثير من التجاوزات ومتابعة أفالم رعب وقتل وانتحار واعتداء بجهل، ليعلم كل أب وأم أن أبناءنا أمانة ورعية ســـوف نــســأل عـنـهـا أمــــام الــلــه، فالتربية مهمة لوقايتهم مما قد يعترضهم ويؤثر عـلـى أفــكــارهــم، فالتربية املغلفة بالدين السمح املبسط بقدر استيعابهم، يحميهم ويوجد فيهم الحصانة الذاتية من األفكار املضادة لإلسالم أعاذنا الله وإياكم منها، فال تؤثر فيهم، وختامًا «اللهم أقر أعيننا بــــصــــالح أوالدنــــــــــا وأزواجــــــنــــــا وأقاربنا وإخواننا املسلمن».. آمن