Okaz

غش التربية

- إيمان سليمان الرحيلي

إلـــى مـتـى نـغـش فــي تـربـيـة أبــنــائـ­ـنــا؟ إلى مــتــى نــجــهــل إســــس تــربــيــ­تــهــم؟ إلــــى متى نفرط في داللهم ونوصلهم للهالك بحجة الحب؟ إن الـــتـــر­بـــيـــة مـــــن أهــــــــ­م املـــــهـ­ــــام املنوطة بــــالـــ­ـوالــــدي­ــــن، وأخـــطـــ­رهـــا نــحــن ملزمون بــحــســن تــربــيــ­تــهــم وهـــــم فــــي أحضاننا؛ ألنــنــا لــم نــعــد وحــدنــا مــن يــربــي األبناء، فــقــد أصــبــح كــل مــن حــولــنــ­ا لــه تــأثــيــ­ر في تربية أبنائنا أخالقيًا وفكريًا، نحن أوال ثـم الحضانة واملــدرسـ­ـة ووسـائـل اإلعالم، فــتــعــد­دت دور الـتـنـشـئ­ـة ســـواء داخــلــيـ­ـًا أم خـارجــيـًا والــتــغـ­ـيــرات الـسـريـعـ­ة تـبـنـى في األبـــنــ­ـاء قـيـمـًا وأفـــكـــ­ارًا مــتــحــر­رة جديدة، غير تلك القيم والــعــاد­ات التقليدية بما يحدث حولنا وعدم فهم املراحل العمرية التي يمر بها أبناؤنا وعدم غرس الوازع الـــديـــ­نـــي بـــطـــرق مــحــبــب­ــة وعــــــدم ووجـــــود الـــقـــد­وة لــألبــنـ­ـاء ذكـــــورًا وإنـــاثــ­ـًا، سيؤدي للمشاكل وسينعكس على سلوكهم وما أفسد أبناءنا إال غشنا في تربيتهم، إما باملبالغة في إحسان الظن بهم أواملبالغة فــي إســـاءة الــظــن بـهـم أو بــالــدال­ل الزائد، اشتروا لهم ال تزعجوهم ال تعقدوهم، فكم مـن هـديـة لـألبـنـاء مـن جــوال أو أي جهاز نــريــد بــهــا إســـعـــا­د أبــنــائـ­ـنــا، كــانــت سبب فــســادهـ­ـم ودمــــــا­ر أخـــالقــ­ـهـــم، فــمــا نعيشه اليوم هو واقــع مؤلم والنتيجة أشـد أملًا، أصبح أبناؤنا في انعزال فكري وروحي، بــســبــب االســـتــ­ـعـــمـــا­ل الـــخـــا­طـــئ للشبكات اإلنــتــر­نــتــيــة، دون رقــيــب، وألن وجودها ضــــرورة مـلـحـة فــي كــل بــيــت، وعــلــى مدار الـــســـا­عـــة، أفـــســـد­ت عــقــولــ­هــم لالستعمال الخاطئ لها دون إدراك للوقت، ودون فهم ملـا يـحـاك ضـدنـا وضــد عقيدتنا، خطفت الدين واألخالق والقيم، أصبحنا كل يوم في فتنة جـديـدة، فحصيلة الثقة الزائدة والغفلة عـن أبنائنا، جعلتهم يتجرأون على ارتكاب كثير من التجاوزات ومتابعة أفالم رعب وقتل وانتحار واعتداء بجهل، ليعلم كل أب وأم أن أبناءنا أمانة ورعية ســـوف نــســأل عـنـهـا أمــــام الــلــه، فالتربية مهمة لوقايتهم مما قد يعترضهم ويؤثر عـلـى أفــكــاره­ــم، فالتربية املغلفة بالدين السمح املبسط بقدر استيعابهم، يحميهم ويوجد فيهم الحصانة الذاتية من األفكار املضادة لإلسالم أعاذنا الله وإياكم منها، فال تؤثر فيهم، وختامًا «اللهم أقر أعيننا بــــصــــ­الح أوالدنــــ­ــــــا وأزواجــــ­ــنــــــا وأقاربنا وإخواننا املسلمن».. آمن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia