Okaz

امأل الفراغ.....

- فهد بن جابر

من أصعب األسئلة التي تمر على الطالب في مراحل تعليمهم املختلفة، أسئلة امأل الفراغ. أسئلة االختيار تعد رحمة إذا ما قورنت باألولى، بالرغم من جو الحيرة التي تصنعه. أما األسئلة اإلنشائية فتعطي مجاال لاللتفاف، والحديث عــن «الــجــمــ­ل» بـــدال مــن الـفـلـك، رغــم عــدم جـــدوى ذلـــك. في املدرسة نتعلم الدرس استعدادًا لالختبار، أما في الحياة فـــالـــد­روس تــأتــي بـعـد االخـــتــ­ـبـــارات، املـشـكـلـ­ة أنــنــا لــم نتعلم الدرس الصحيح، ومألنا الفراغ بحكاية «الجمل». كبرنا جميعًا، ولم نعد نخشى سؤال امأل الفراغ؛ ألننا نمأله بما نشاء دون أن تتم ترجمة إجاباتنا ألرقام. خذ هذا السؤال اإلنشائي، وأرجوك أن تخرج «الجمل» من إجابتك، بماذا تمأل فراغك؟ البعض ال يهتم بماذا يملؤه. والبعض يملؤه باملفيد ما استطاع من قــراءة، وتعلم مهارات، وغيرها. والبعض يحتار كيف يملؤه، ويسميه قتل الـوقـت، وكأنه ال يعلم أن الوقت هو العمر. املشكلة هي حينما يتم ملء الفراغ باملزعج، واملؤذي، والضار، والقائمة تطول. لألسف، الضجيج ال يصدر سوى عن األوعية الفارغة. من منا ال يعرف (رقصة كيكي)؟ ومن منا ال يعرف (طفل قرنقش)؟ والقائمة تطول. أعــجــب أشـــد الـعـجـب حينما أرى مــن الـشـخـصـي­ـات التي كـان لها عند الناس وزن، يتسابق لهذه ويتهافت على تلك، ليس ألنـه سقط مـن عيني، فهو لـم يدخلها ابتداء، وإنـــمـــ­ا أعــجــب مــمــا مـــأل بـــه فـــراغـــ­ه. لــطــاملـ­ـا أصــــدر سقوط شجرة ضجيجًا، إال أننا ال نسمع شيئًا من نمو غابة كاملة، وهنا مكمن السر؛ ابتعد عن ما يصدر الضجيج، واحترف البناء بصمت. كما يمكننا أن نصنع من الشجرة التي سقطت ألف عود ثقاب، ولكن ال تنس أن أي من تلكم األعواد يمكنه حرق غابة كاملة. السؤال األخير: يا تـرى، كيف سيكون حالنا لو كان هناك من يصحح ما نمأل به الفراغ؟ ،،، تمت األسئلة،،،

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia