أمريكا: إعالن «التحالف» مراجعة قواعد االشتباك خطوة نحو الشفافية
وصفت وزارة الخارجية األمريكية إعـان التحالف العربي السـتـعـادة الشرعية فـي اليمن الــذي تقوده اململكة بمراجعة قواعد االشتباك بعد الغارة األخيرة على صـعـدة بــ«خـطـوة أولــى مهمة تـجـاه الشفافية الكاملة واملحاسبة»، معلنة عن ترحيبها بذلك. ودعــــت الــخــارجــيــة األمــريــكــيــة «كـــل األطـــــــراف» في اليمن لالتزام بقانون الحرب للتخفيف من األذى الـــذي تلحقه بـاملـدنـيـني والـبـنـيـة التحتية املدنية، وطــالــبــت بتحقيق شــامــل يـضـمـن مــســاءلــة كــل من ارتــكــب انــتــهــاكــات. واعـتـبـر بــيــان الـخـارجـيـة أنــه ال مفر أمـــام جميع األطــــراف مــن العمل لتحقيق حل ســيــاســي شــامــل وتــجــنــب إلـــحـــاق أي أذى إضافي بـحـق اليمنيني. وأكـــد الـبـيـان دعــم جـهـود مبعوث األمم املتحدة في اليمن مارتني غريفيث مع جميع األطـــراف املتحاربة ومـحـاولـة جمعها على طاولة الحوار في جنيف. ودعا البيان في الختام إلى مباحثات بناء ة وبنوايا صادقة للتوصل إلى يمن مستقر، آمن ومسالم. مــن جـهـة أخــــرى، أشـــاد مــســؤوالن يـمـنـيـان بموقف التحالف العربي وإعـانـه الصريح وجــود أخطاء في إحدى عملياته العسكرية بمحافظة صعدة أدت إلى مقتل عدد من األطفال الشهر املاضي، مؤكدين أن التعزية واالعــتــذار يجسدان منتهى الشفافية، وصفعة قوية لانقابيني. وقــــال وكــيــل وزارة اإلعـــــام الـيـمـنـي عــبــده مغلس لــــ«عـــكـــاظ»: «الــتــحــالــف الــعــربــي صــريــح وواضــــح وشـفـاف فـي عملياته العسكرية بعكس امليليشيا الحوثية الـتـي ترتكب أبـشـع الـجـرائـم وعـلـى مرأى ومسمع املجتمع الدولي ومع هذا لم نجد أي تحرك للتصدي لـهـا»، مـؤكـدًا أن اإلعـــان واالعــتــذار ليس بجديد على التحالف العربي الذي دائمًا ما يوضح الحقائق ويفضح االفــتــراءات. وأضــاف: «التحالف يعتمد فــي مـواجـهـتـه لـانـقـاب فــي الـيـمـن ودعمه للشرعية على االلــتــزام الكامل واملطلق بالقوانني الدولية ونقاط االشتباك، وأكثر حرصا على مصالح الشعب اليمني، كما تجلى ذلك من خال تحقيقاته الشفافة التي بني فيها حــدوث خطأ، وهــذا يحدث فـي الــحــروب، فـا تـوجـد حــرب دون أخــطــاء، وإنما املعيار في ذلـك هو االعـتـراف بالخطأ». ولفت إلى أن تشكيل التحالف لجنة خاصة معنية باألحداث والتحقيق فـي أي خطأ يـؤكـد على مـبـدأ الحساب والعقاب، مما جعله دقيقا في تعاماته مع األهداف العسكرية للميليشيا عـلـى األرض، ولــو حصرنا األخـــطـــاء لــلــتــحــالــف لــوجــدنــا أنــهــا ال تـــذكـــر، فأي ادعاءات عن أحداث أو أهداف تستهدفها املقاتات وتحاول امليليشيا تلفيقها وصنع األكاذيب حولها نجد أن اللجنة تكشفها وتفضح كل ما هو زائف. واخـتـتـم حـديـثـه بــالــقــول: «ال يـوجـد دولـــة اعترفت بأخطائها كما يقوم التحالف، وهذا إنما يدل على املنظومة العسكرية واألخاقية التي يعتمد عليها التحالف». من جهته، اعتبر وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح إعان التحالف وقوع خطأ وتــقــديــم الــتــعــازي وااللـــتـــزام بـجـبـر الــضــرر صفعة قوية للميليشيا التي تحاول توظيف هذه الحادثة ألهداف سياسية وإرهابية. وقال مفتاح لـ«عكاظ»: «الــتــحــالــف الــعــربــي مــنــذ إعـــــان انـــطـــاق عاصفة الحزم وحتى اليوم كان أكثر دقة والتزاما بالخطط واألهــداف وقواعد االشتباك، بل وهناك الكثير من املواقع التي تحاول امليليشيا اتخاذ املدنيني فيها دروعــــا بـشـريـة يــتــراجــع الـتـحـالـف عــن استهدافها متى شعر بتحويل الهدف إلى موقع مدني، وهذا يدل على القدرات العسكرية واالستخباراتية التي يعتمد عليها في عملياته على األرض».