Okaz

العنزي: التجنيس وفقا جلنسية األم استثناء في حالة واحدة

- فارس القحطاني (الرياض) @faris377

أثارت مناقشة مجلس الشورى أخيرا مقترح منح الجنسية ألبناء السعودية املتزوجة بأجنبي، جدال واسعا بن مؤيد ومعارض، وكان ممن تداخلوا في هذا الشأن عضو مجلس الشورى القانوني املعروف الدكتور فهد العنزي، الذي عارض املقترح، مؤكدا أن الجنسية كما هو معمول بها في العالم تقوم على أساس رابطة الدم والبنوة من جهة األب. «عكاظ» حاورت الدكتور العنزي حول هذا امللف املهم، ووجهة نظره حياله، فإلى إجاباته:

مبادئ قانونية

* مــا هــي وجــهــة نــظــرك بـالـتـحـد­يـد بـخـصـوص مـقـتـرح تجنيس أبناء السعوديات األجانب؟ ** دعني في البداية أقول لك إنه فيما عدا األنظمة التي صدرت بأوامر ملكية أو ما نسميها باملنح مثل النظام األساسي للحكم ونظامي مجلس الوزراء والشورى ونظام املناطق وغيرها، فإن كل نظام خاضع للتعديالت ويستطيع العضو أن يقدم بشأنه مقترحًا للتعديل. وما قام به الزمالء في املجلس ال يخرج عن هذا االعتبار، ومن حقهم ذلك دون أدنى شك. وفي ما يخصني فقد كنت من املعارضن للتعديل العتبارات ذكـرتـهـا فــي حـيـنـه، وهـــذا نـابـع مــن أن كــل عـضـو مــن األعضاء مكفول له حرية الرأي والتعبير عن رأيه في املجلس، ومداخلتي عندما عرض املوضوع كانت ضمن هذا اإلطار. وربما بحكم كوني قانونيا فقد دافعت عن املبادئ القانونية التي تقوم عليها أحكام الجنسية وفقًا لآلراء القانونية السائدة من أن الجنسية تقوم على أساس رابطة الدم والبنوة من جهة األب، وهذا هو املعمول به في أغلب قوانن العالم، واالستثناء هو األخذ برابطة البنوة من جهة األم في حالة ما إذا كان هناك إشكال في ما يخص هذه البنوة من جهة األب. وذلك كون األب مجهول الجنسية أو ال جنسية لــه، وهــذا االستثناء أخــذ بـه حفاظًا على حق املـولـود بـأن تكون له جنسية في حـال انعدام جنسية األب أو عدم معرفتها، وكل هذه املسائل تؤكد أن األصل هي جنسية األب، وهي تأكيد كذلك على مبدأ النسب وفقًا لآلية الكريمة: (ادعوهم آلبائهم)؛ إذ إن النسب هو الذي يقوم على رابطة الـدم مصداقًا لآلية الكريمة، وكـون رابطة الدم تأخذ بها كل قوانن العالم كأصل واألصل هو حق األب في منح جنسيته ألبنائه. هـــذه املــبــاد­ئ يضمنها نــظــام الجنسية في اململكة وحــرص عليها، وبما أنني قانوني فـــإن هـــذه املـــبـــ­ادئ الــتــي يــقــوم عـلـيـهـا نظام الجنسية الـسـعـودي كافية ومحققة ملعيار الــعــدال­ــة، والســيــم­ــا أن الــغــايـ­ـة مــن التعديل الــتــي يـنـشـدهـا الــزمــال­ء هــي تـجـنـيـس أبناء املواطنة من أب معروفة جنسيته وارتبطت به املواطنة وهي تعرف جنسيته وتعرف أن أبــنــاءه وبـحـسـب قــوانــن بــلــده سيحصلون عـلــى جـنـسـيـة والـــدهــ­ـم ولـــن يــكــونــ­وا عرضة ألن يـكـونـوا مجهولي الجنسية أو عديمي الجنسية بل إن من حقوق والدهم وحقوقهم على والدهم هو منحهم جنسيته. هذا طرح خطير * ولكن يقولون إن الجنسية مستحدثة وغير معروفة باإلسالم؟ ** اســمــح لــي أن أقــــول إن هـــذا طـــرح خطير وال يـمـكـن قــبــولــ­ه فـــي ظـــل الـــدولــ­ـة الحديثة الـتـي لها كـيـان وحـــدود وسـمـات تنظيمية. ومـــن املــعـــر­وف أنـــه وفــقــًا لـلـقـانـو­ن الدولي فــــإن الــــدولـ­ـــة تــتــكــو­ن مـــن عــنــاصــ­ر ثالثة وهـــي اإلقــلــي­ــم والــشــعـ­ـب والـسـلـطـ­ة، وفي ما يخص الشعب فإن الدولة هي التي تحدد معايير ومكونات شعبها أو صفة مواطنيها استنادًا إلى نظام الجنسية. وهذه كلها أمور سـيـاديـة تـقـررهـا الــدولــة بـاعـتـبـا­رهـا سلطة عـامـة وقـيـمـة على مصالح شعبها، والقانون الدولي يعترف لها بذلك. وال يجب أن تترك معايير تحديدها لألفراد بشكل كامل. فـالـجـنـس­ـيـة هـــي الــتــي تــحــدد عــالقــة الــشــعــ­ب بــالــدول­ــة ومــــن خاللها يكتسبون صفة املواطنة وتترتب لهم حقوق وعليهم كذلك التزامات، كما أن هــذه املــواطــ­نــة تـقـوم أسـاسـًا على رابـطـة الــدم ووحـــدة األسرة. وحتى في اإلسالم فقد كان سلمان الفارسي يلقب بسلمان املحمدي أي نسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان املؤرخون يختلفون في سبب هذه التسمية، إال أن الشاهد في املوضوع أنه حينما نزلت اآلية الكريمة (ادعوهم آلبائهم). * وما موقف نظام الجنسية السعودية من ذلك؟ ** نظام الجنسية السعودية حرص على هذه املعايير بشكل يمنع تعدد الجنسية، كما يمنع انعدامها. ولذلك تبدو فكرة االدعــاء والـقـول إن الـحـق فــي الـحـصـول عـلـى الجنسية هــو حــق يبنى عـلـى مـجـرد فكرة كـونـهـا غـيـر مـعـروفـة فــي اإلســــال­م، وأن ربـطـهـا بالنسب املــعــرو­ف في اإلسـالم غير ذي معنى هي فكرة مستغربة وغير مستندة إلى منطق تنظيمي؛ ألن هناك كثيرًا من األمور املستحدثة التي لم تكن معروفة في اإلســالم كأنظمة املــرور مثال. كما أننا نقول كذلك إن اآلثــار التي تترتب على النسب كثيرة ومنها بناء ترتيب مراكز قانونية وحقوق معينة على هـذا النسب كحق الحصول على الجنسية بحيث تبنى الجنسية على النسب أي على رابطة الـدم باعتبارها من متحصالت الــنــســ­ب، وأن الــدولــة الـحـديـثـ­ة اعــتــمــ­دت هـــذا املــعــيـ­ـار لـتـحـديـد سمات الشعب الذي ينتمي إليها وتحديد عالقته بها وحقوقه التي تترتب على هذه العالقة التنظيمية.

ال مجال للعاطفة !

* من املالحظ أن القانونيني في املجلس يتأثرون في مداخالتهم بالنصوص القانونية أكثر من أي أمر آخر؟ ** نعم رجــال القانون هـم رجــال دولــة فـي النهاية ويتأثرون بالقانون وبنصوصه، ولـذلـك فأحكامهم ليست عاطفية أو بتأثير من توجه معن. فغالبًا ما تكون لديهم شمولية في النظرة وتأصيل في الحكم دون النظر للموضوع من زوايا ضيقة. كما أن التكييف القانوني هـو أساس الحكم على أية مسألة؛ فمثال اإلخــوة الزمالء أثـــاروا القضية مـن زاويـــة واحـــدة وهــي زاوية أبـنـاء املـواطـنـ­ات وحـقـوق املـواطـنـ­ات فـي املساواة مـــع املـــواطـ­ــنــن. ومـــا يـهـمـنـي هــنــا هـــو التكييف الــقــانـ­ـونــي الــصــحــ­يــح لــلــمــس­ــألــة. فكما نقول أبناء املواطنات السعوديات يـــجـــب أن نــنــظــر إلــــــى املوضوع مـــــن زاويــــــ­ــــة أخــــــــ­ـرى وهـــــــي أبناء األجـــانـ­ــب مــن مــواطــنـ­ـات سعوديات، فـاملـوضـو­ع يتعلق بتجنيس أبناء غـيـر ســعــوديـ­ـن حـصـلـوا تلقائيًا على جنسية أبيهم، وهم في نظر النظام أجانب من أم سعودية. * مــا الــذي دفـعـك للتعليق على هذا املوضوع على تويتر؟ ** تعليقي على املـوضـوع كــان على ما نشر في بعض وسائل اإلعالم بصورة غير صحيحة وغير دقيقة بعد مناقشة املوضوع تحت القبة، وهذا أقل حق لعضو املجلس بأن يصحح ما ينشر عنه، فمن حق أعضاء املجلس أن يقوموا بتصحيح النقل اإلعالمي حـــول آرائـــهــ­ـم طــاملــا أنـــه تـــم نــشــرهــ­ا في وســيــلــ­ة إعــالمــي­ــة وأصــبــحـ­ـت حديث الــعــامـ­ـة. لــذلــك نـتـطـلـع إلــــى حرص وسائل اإلعالم على تحري الدقة في العمل ونـقـل املعلومة الصحيحة، ولـيـس التعامل مــع مــا يـــدور تحت قــبــة الـــشـــو­رى مــن زاويــــة اإلثـــــا­رة غير املــنــضـ­ـبــطــة، ومــنــهــ­ا تــهــمــي­ــش رأي أحد األعضاء ودعم رأي آخر أو حتى تأليب الرأي العام على مثل هذه املوضوعات املهمة والحيوية.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia