خبراء األمم املتحدة: املعايير الدولية للتنمية احلضرية ال تنطبق على الباحة
صــدم خـبـراء برنامج األمــم املتحدة للبناء الحضري فـي اململكة نـخـب منطقة الـبـاحـة بــأن منطقتهم قـائـمـة عـلـى التشتت بسبب طبيعتها الطولية، ما يحرمها من التنمية، ويتسبب في الزحف الــعــمــرانــي عـلـى الــغــابــات والــرقــعــة الــخــضــراء مــا يــهــدد الطبيعة السياحية والزراعية في منطقة الباحة. وكشف خبراء األمم املتحدة في ورشة عمل أقيمت أمس بالتعاون مع أمانة الباحة، أن 12 ألف هكتار فقط صالحة للتنمية من أصل مساحة 32 ألــف هـكـتـار، وعـــزا خبير التخطيط الـفـراغـي (هرمن بينار) العجز عـن تخطيط مدينة الباحة تخطيطًا حضريًا إلى طبيعتها الـطـبـوغـرافـيـة، وتحفظ على مــشــروع الـطـريـق الدائري الذي عده حاجزًا ال رابطًا، إضافة إلى اعتماد األهالي كثيرًا على السيارات وإهمال املشي برغم أن املسافات داخل املدينة متقاربة، ودعــا إلــى إعـــادة النظر فــي توفير وســائــل النقل الــعــام للحد من االزدحــــام والـتـلـوث البيئي، وأوضـــح أن املــنــاخ املـعـتـدل للمنطقة والطبيعة الجبلية وهطول األمطار يمكنها أن تعزز إسهام املنطقة في الناتج املحلي الذي يبلغ اليوم 14 مليار ريال، إضافة إلى توفر املعادن وأحجار الجرانيت والبازلت. ولفت (هرمن بينار) إلى أن املعايير الدولية لبرنامج األمم املتحدة للتنمية الحضرية ال ينطبق على املنطقة بحكم الطبيعة الوعرة وتطلع إلى الحفاظ على الهوية التاريخية واملواقع األثرية كونها رافدًا للسياحة، مضيفًا بأن التنمية الحضرية تحتاج إلى تكثيف سكاني؛ إذ يحتل الهكتار الواحد في منطقة الباحة 40 شخصًا في حني ينبغي أن يصل العدد إلى 150 إنسانا بمعيار األمم املتحدة، مؤكدًا أن املطور من مدينة الباحة حاليًا ال يزيد عن 2700 هكتار، وشــدد على املحافظة على 3600 هكتار زراعـــي، مبديًا أسـفـه أن الـنـمـوذج املـسـتـدام للتخطيط للقرن العشرين لـم يكن موفقًا في توفير التنمية الحضرية، مؤمال أن يكون نموذج القرن الواحد والعشرين مالئمًا ومتناغمًا مع برامج وسياسات األمم املتحدة. فيما كشف مسؤول مبادرة تحديث اإلستراتيجية العمرانية في وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور خالد النفاعي، أن وزارة الـبـلـديـات فــي ظــل رؤيـــة املـمـلـكـة فــي تـبـنـي مــشــاريــع املـــدن الذكية والتخطيط الحضري استعانت بموئل بحكم خبرتها في تطوير املــدن، عبر مرجعيات عاملية وتوجهات دولية، مشيرًا إلـى أن 70 % مـن سـكـان اململكة مــوزعــون على 17 مدينة تحتاج إلــى إعادة تخطيط وتحسني يتناغم مع توجه القيادة لتوفير جودة الحياة، وأضـــــاف أن تـطـبـيـق الـــــرؤى مع الـشـركـاء داخــل كـل مدينة يحقق الــتــوازن فـي نشر التنمية، وفق مخططات جديدة تنسجم مع التحوالت التي تشهدها اململكة. وتـــنـــاول الــدكــتــور عــمــاد قـرنـفـلـة جــانــبــًا مــن الـتـغـيـيـر والتطوير فــي الــــقــــرارات الــبــلــديــة، مـنـهـا تــســريــع اعــتــمــاد املــخــطــطــات ومنح الصالحيات لألمانات والبلديات، فيما لفت الخبير االقتصادي (جي سي) إلى أن قطاع التعليم في منطقة الباحة يستوعب 47 % من األهالي، فيما تبلغ حصة التعدين ،%48 وتمول البلديات 67 % من املشاريع. فيما أكــد أمــني منطقة الـبـاحـة الــدكــتــور عـلـي الــســواط أن نتائج ورشــة العمل تتلخص في تحسني توافر البيانات واإلحصاءات والحصول على معلومات كافية من املواطنني وإشراك األهالي في تخطيط مدنهم حضريًا لدعم صنع القرارات املستنيرة وصياغة السياسات القائمة على األدلــة، وعمل منصات للرصد الحضري الشامل من خالل األدوات التي طورها موئل األمم املتحدة والتي قدمت في ورشة العمل (مثل مبادرة ازدهار املدن، العينة الوطنية للمدن، وأساليب جمع البيانات املكانية) مـا يساعد البلدان في إعــداد التقارير عـن مـؤشـرات املستوطنات البشرية بطريقة أكثر منهجية، وتجسير املسافات بني موفري البيانات وصناع القرار، إضافة إلى تعزيز التعلم املتبادل، ومشاركة املعرفة والخبرة.