التعليم العاملي: محليا.. كفى ازدواجية !
عــــودة لـــلـــمـــدارس، مــوســم ســنــوي يــؤثــر على كــافــة أفــــراد املـجـتـمـع فــي دول الــعــالــم. حراك كبير، فالتعليم واملـــدارس هما محرك النمو وأداة املستقبل، وكــل تغيير فــي هــذه املـنـظـومـة الدقيقة والحساسة بالسلب أو باإليجاب ستكون لها آثار عظيمة تمس كافة شــؤون الحياة بـا استثناء. فـي السعودية ال يـــزال تــحــدي تـطـويـر الـتـعـلـيـم، وهـــو الـــذي ال يـــزال بعيدا عن طموحات الناس فيها، ال يــزال هـذا التحدي معضلة ومسألة تشغل الناس، والحقيقة التي ال مجال للشك فيها أنه بات ال بد من اإلتيان بنموذج جاهز مثبت نجاحه من قبل واإلتيان به إلعادة تحديث التجربة محليا. فا داعي إلعادة اختراع العجلة مجددا. ال بد أن تقوم وزارة التعليم بالخطوة الجريئة والقفزة النوعية املطلوبة التي ستكون أحـد أهـم وسائل إحــداث التطور املنشود، واملقصود هنا تـحـديـدا هــو الـسـمـاح الـصـريـح بفتح مـــدارس وجامعات عـاملـيـة بمناهجها وأسـالـيـبـهـا اإلداريــــــة. فمثلما حصل اإلقبال على عامات تجارية استهاكية مثل «ستاربكس» و«مــاكــدونــالــدز» و«هــولــيــداي إن» وغــيــرهــا، مــا املــانــع أن نــرى أهــم املـــدارس مثل «أيــتــون» و«بــيــشــوب» و«رجبي»، والجامعات الكبرى مثل «كيوتو» من اليابان و«بولونيا» من إيطاليا و«بـولـي تكنيك» من فرنسا و«شيكاغو» من أمــريــكــا واملــعــهــد الــهــنــدي للتقنية مــن الــهــنــد. استقطاب مؤسسات عاملية كبرى في مجاالت التعليم إلى السعودية مطلب وطني بدال من االستمرار في حقول التجارب التي ال تنتهي مع كل وزير يأتي على رأس هذه الوزارة املهمة واملــؤثــرة، هـذا املطلب أثبت نجاحه في السابق أنـه فعال وناجح ومؤثر. السعودية جاءت بكبريات شركات النفط لتأسيس شركة أرامـكـو واعتمدت على الخبرات العاملية الناجحة لذلك األمــر، ونفس الـشـيء فعلته وهــي تؤسس أهم صرح طبي فيها مستشفى امللك فيصل التخصصي، وكــذلــك فـعـلـت وهـــي تــؤســس أنــجــح جـامـعـاتـهـا للبترول واملعادن، وكذلك فعلت في تأسيسها للخطوط السعودية. أمـثـلـة كـثـيـرة ومـتـنـوعـة ومختلفة وكـلـهـا تـصـب فــي ذات االتــجــاه، وهــي أن االعـتـمـاد على اسـتـقـدام نـمـوذج ناجح وتمكينه من العمل واالستفادة من هـذه الخدمة سيأتي بنتائج ممتازة جدا على أكثر من صعيد مختلف بشكل هـائـل. التعليم بحاجة مـاسـة لخطة حقيقية واالعتراف بأنه ال بـد أن يستفيد عمليا مـن النماذج الناجحة على أرض الوطن. لم يعد من املقبول وال املفهوم عدم الترحيب بـــاملـــدارس والــجــامــعــات الــعــاملــيــة عــلــى أرض السعودية، ونحن نرسل إليهم عشرات اآلالف من الطلبة. هذه لعمري ازدواجــيــة وتناقض غير مقبولني، وأعتقد أنــه آن األوان لتجاوزهما كما تجاوزنا غيرها أخيرا. * كاتب سعودي