مستلزمات زائدة.. وصيانة ناقصة

الـقـطـاعـات الحكومية -بـشـكـل عـــام- تتميز عــن القطاعات األهــلــيــة وتــتــفــوق عـلـيـهـا فـــي مــجــال قـيـمـة تــلــك املشاريع و(فخامتها). لهذا تأتي وفرة األجهزة واملعدات ومستلزمات الخدمات التي تقدمها الدولة لقطاعاتها. وهـذا منطقي.. فالدولة تملك ميزانيات ضخمة تساعدها على ذلك النوع مــن الـتـمـيـز.. وتـشـجـع الــقــطــاع الـحـكـومـي أيــضــًا عـلـى رفع مواصفاته ألعلى املستويات -وربما تتجاوز حاجة القطاع الفعلية- وهنا يعطي التميز نتائج عكسية. من أمثلة التميز السلبي، أن جهة حكومية طبية قد تطلب أجـهـزة حديثة عالية التكاليف، وهــي تـعـرف أنـهـا ليست فــي حاجتها وربــمــا تـعـرف أيـضـا أنـهـا لــن تجد مــن يقوم بتشغيلها. والــدولــة مـشـكـورة تـوفـر تلك األجــهــزة للجهة. الـنـتـيـجـة، أن األجــهــزة سـتـظـل لــفــتــرات طـويـلـة عـبـئـًا على القطاع ومجرد (مزار) ألي مسؤول من داخل القطاع أو من خــارجــه.. ومفخرة لـــإدارة المتالكها ذلــك الـجـهـاز، بغض الـنـظـر عــن مــدى الـحـاجـة أو التشغيل. فـقـط لالحتفالية.. والدعاية املواكبة لها. وفي بعض األحيان يتم طلب مستلزمات -أيًا كان نوعهادون النظر لكمية االحتياج الفعلية.. أو حتى موازنة القطع املطلوبة؛ كأن يطلب )100( قطعة من (س) )100(و قطعة من :)ص( وواقـع االحتياج هو )20( من (س) )140(و من ..)ص( وينتهي الحال بتكدس املخازن بقطع ال حاجة لها.. وفــي املـقـابـل نـقـص فــي قـطـع أخـــرى يـتـرتـب عليها تعطل مصلحة. وأخـيـرًا يتم إتــالف القطع املتكدسة فـي املخازن وإعــادة طلب املستلزمات مـرة أخــرى في مناقصة جديدة بنفس الكميات السابقة.. إهدار ال رقيب له. ليس من بـاب زيــادة الطني بله.. ولكن الواقع في اإلدارات الحكومية بشكل عــام هـو أن (الصيانة) ال ترقى ملستوى املــيــزانــيــة الــتــي صــرفــت ســـواء عـلـى املــبــانــي واملــشــاريــع أم األجهزة واملستلزمات. لو تم عمل جرد فعلي لألجهزة في القطاعات الحكومية، ستجد الدولة نفسها أمـام كم كبير من األجهزة التي ال تعمل بسبب عدم وجود صيانة.. تكلفة عالية وصيانة أشبه باملعدومة. ال بــد مــن مـحـاسـبـة كــل مــســؤول قــطــاع عــن تــكــدس بعض املستلزمات فـي مـخـازن قـطـاعـه.. وعــن سبب نقص بعض املستلزمات األخرى.. ومساء لته عن األجهزة التي ال تعمل. أيــضــًا يــجــب عــمــل إصــــالح جــــذري آللــيــة صــيــانــة املباني واألجــهــزة واملـسـتـلـزمـات. فـمـا يـعـمـل بــه حـالـيـًا مــن أنظمة خـــاصـــة بــالــصــيــانــة يــتــضــح لــكــل مـــوظـــف حــكــومــي عدم فعاليتها على أرض الــواقــع.. وهــي -أي أنظمة الصيانةتعتبر مـن نـقـاط الضعف الـتـي تـواجـه بـرامـج تحقيق أي رؤية أو أهداف ألي قطاع.