في حديقة قاحلة
أول هموم األهالي اتجه نحو طريق امللك سعود املتعثر لفترة ليست بالقصيرة، فأصبح مع تقادم األيــام خطرا محدقا بالجميع وذات الحال في طريق 23، الذي تحطمت أرصــفــتــه وكـــســـرت بــعــوامــل الــتــعــريــة وســــوء االستخدام وتــشــقــقــت تــربــتــه لــيــصــبــح مــثــل طـــريـــق األشــــبــــاح. طوال سنوات ست استمرت معاناة األهالي ومع تواصل املعاناة تتواصل الوعود، فاألمانة التي لم تف بوعدها في حقبها السابقة مطالبة بتحقيق الحلم الكبير فـي أقــرب وقت، ولعل أول املطالب توجه إلـى رئيس بلدية ذهبان لترى بنفسها وضع مخطط الصواري.. وليلحق املخطط بآخر مجاور وارتبط بطريق محوري مع طريق امللك سعود. يروي ناصر الغامدي ما ظل يتعرض له بسبب اختياره ملخطط الــصــواري سكنا لــه: بــدأت معاناتي منذ شرائي قــطــعــة أرض هــنــا وســــارعــــت بــتــشــيــيــدهــا وســكــنــت فيه قـبـل نـحـو 5 ســنــوات واملـخـطـط كـمـا تـــرون أشـبـه بالقرية البعيدة فـي جـوانـب الـخـدمـات السفلتة وال إنـــارة، نضع أيــاديــنــا عـلـى قلوبنا حــني يـحـل املــســاء، فكيف ألطفالنا وعائالتنا تحمل الحياة في ظالم دامـس مخيف، وسبق لنا أن تقدمنا بشكوى إلى األمني السابق عن هذه املخاطر وخطر الطريق املحوري، الذي تعبره السيارات الصغيرة والـشـاحـنـات الـعـمـالقـة.. راح األمــني السابق وبـقـي الحال على ما هو عليه وكل اللوم تتحمله األمانة وبلديتها.
طالب متوسطة يحكي
عـبـدالـلـه الــقــرنــي مــن ســكــان الــحــي يـتـحـدث بـحـرقـة عما أســمــاه منغصات الـسـنـوات الــســت، فـاألهـالـي شـكـوا أكثر من مرة حتى بحت أصواتهم ال يأملون شيئا مكلفا غير مساواة الصواري ببقية املخططات في شمال جدة التي تنعم بالطرق املنظمة واملرافق الخدمة املتعددة واإلنارة واألمل معقود في رئيس بلدية ذهبان «شذى» لعلها تقف ميدانيا على األوضــاع وتبادر في حل اإلشكاليات التي عجز عنها اآلخرون. ومـــن الــظــواهــر الـسـلـبـيـة فــي املـخـطـط عــشــرات السيارات الـخـربـة واملـجـهـولـة املـلـقـاة عـلـى جـانـبـي الــطــريــق، فضال عن مخلفات البناء والنفايات واملستنقعات اآلسنة وفي املخطط -وفقا للقرني- حوش مهجور وبها آليات ثقيلة يفتح بابه على مصراعيه ليصبح مرتعًا للعمالة املخالفة ومأوى لهم أصغر املتحدثني لـ «عكاظ» أنس عبدالله القرني، طالب باملرحلة املتوسطة، روى ما يواجهه من عنت وشقاء أثناء رحلته اليومية إلى مدرسته في مخطط آخر وتتعاظم معاناته أثـنـاء هـطـول األمــطــار، «اضطر للتغيب والــبــقــاء فــي املــنــزل، يـتـعـذر علي وزمــــالئــــي الــــذهــــاب إلـــــى املــــدرســــة بسبب تجمعات األمــطــار، وتـتـحـول الــشــوارع إلى طني وأوحال بسبب طبيعة الطرق الترابية»
كيف تتحرك اآلليات؟
أمــا تـركـي سعيد الـزهـرانـي العميد املتقاعد فــأوضــح أنـــه يـقـطـن املـخـطـط مـنـذ تــقــاعــده من عــمــلــه فــــي شـــــــرورة واخــــتــــار الـــــصـــــواري سكنا لـــه وكــــان يــأمــل فـــي ســكــن مــريــح بـمـخـطـط وافر الخدمات ولم يحدث شيء كهذا، برغم أن البلدية استحصلت رسوم تصريح بناء مقابل الخدمات.. ويــســأل: هــل نـأمـل فــي نـجـاح رئـيـس الـبـلـديـة، هل ستواجهها ذات العقبات وتنجح فــي مــا تعثر فــيــه الــســابــقــون. ويــضــيــف مــهــمــات الــبــلــديــة ال تتمثل فقط فـي رفــع النفايات، مهماتها أكبر من ذلك بكثير أهمها شروط تصاريح البناء وإلزام صاحب املخطط بإكمال كافة الخدمات فهل مـن املـعـقـول أن يـكـون فـي مخطط مثل الــصــواري وحـــدة دفـــاع مـدنـي واحـــدة على طــريــق مــغــلــق، مــا يـعـنـي افــتــقــار الجهات املعنية في األمانة وبلدية ذهبان لعوامل التنسيق والتفاهم، فكيف تتحرك آليات الــدفــاع املــدنــي عـبـر طــريــق مـغـلـق مثل شارع .32 يسلط الزهراني الضوء على حاالت سرقة طالت األسالك والكيابل النحاسية، فضال عن عمليات اعتداء منظمة من عصابات على ممتلكات مواطنني فـي مـنـازل قيد التشييد وتـتـحـرك الـعـصـابـات مستفيدين مــــن حـــالـــة الــــظــــالم الــــــذي تسود أركان املخطط واألمانة والبلدية تـتـحـمـالن املــســؤولــيــة الكبرى فــي مــا يــحــدث مــن اختالالت وتفلتات في املخطط. أجــــمــــع أهـــــالـــــي املـــخـــطـــط عـــــن اتساع آمالهم في رئيس البلدية شذى املهنا فـي إصـحـاح حــال املـخـطـط، ومعالجة الـهـمـوم اآلنــيــة دون تـأخـيـر أو إبطاء، مـشـيـريـن إلـــى اســتــعــدادهــم لتزويدها بكافة املعلومات واالحتياجات اآلنية والعاجلة وأوجــه القصور والعثرات، وضربوا مثال بحديقة أنشأها السكان فــي املخطط ونـصـبـوا فيها مرجيحة لـــأطـــفـــال فــــي أرض قـــاحـــلـــة لترفيه صـغـارهـم. ويـقـول سعيد الـغـامـدي إن املخاطر تتهدد املخطط من كل مكان، خصوصا مخالفات الشركات املنفذة لــلــمــخــطــط الــــتــــي غـــــــدرت بــــه وتركت مخلفاتها واختفت عـن األنـظـار، ففي املــخــطــط عـــشـــرات األنــابــيــب واآلليات واملعدات الثقيلة املهملة على جوانب طــرق لــم تكتمل.. ويــســأل مــن املسؤول عــن كــل ذلــك. الــســؤال ال يحتاج إجابة أصال، فقط مزيدا من العمل واإلسراع في معالجة األخطاء املتراكمة.