حتديث التعليم وشركات التطوير
«تطوير التعليم العام إنـجـازات وتطلعات وتحديات، بناء مستقبل وطـــن»، كــان هــذا عــنــوان الـتـقـريـر الـــذي قـدمـه وزير التربية والتعليم تحت قبة مجلس الشورى في محرم من عام ،1434 مشيرا إلى أنه تم إعداد إستراتيجية لتطوير التعليم الـعـام بـرؤيـة مـوحـدة، وأن هــذه اإلستراتيجية تنطوي على إقامة شركة للخدمات التعليمية يناط بها تطوير املدارس وإدارات التعليم بحيث تقوم في مرحلتها األولى على تطبيق البرنامج على 900 مـدرسـة اعـتـمـادًا على نـمـوذج «املدرسة الجديدة» للوصول إلى تطبيق لهذا النموذج على كل املدارس في اململكة الحقا، وأن الخطة تتضمن ايضا تطوير املعايير الوطنية واملؤشرات واالختبارات والتقويم الـدوري ملستوى التعليم، كما احتوت تلك الخطة الهامة على برنامج لتطوير التعليم الثانوي، وآخر لتطوير العلوم والرياضيات، وثالث للغة اإلنجليزية، ورابــع لتأهيل املعلم وغيرها، إضافة إلى إقامة بوابة التعليم الوطنية وأكاديمية التطوير املهني مع إقامة 1000 ناد جديد وغير ذلك من البرامج واملشاريع التي وردت في خطة الوزارة التي أعلنها الوزير في املجلس. اآلن بعد مضي أكثر مـن 6 سـنـوات على إطــاق هــذه الخطة وإشـــهـــار هـــذه الــشــركــة واإلعـــــان عــن تـخـصـيـص 84 مليارا لهذه البرامج، لنا أن نسأل كم عدد املـدارس التي طبقت هذا البرنامج حتى اآلن؟ وكم ناد تمت إقامته؟ وأين بوابة التعليم الوطنية وأكاديمية التطوير املهني؟ وما هي نتائج التقويم الدوري للتعليم؟ وماذا تحقق من مؤشرات ومعايير جديدة؟ وكـم نسبة ما أنفق من املبلغ؟ ومـا هي مخرجاته على وجه العموم؟ ومـا هو مصير بقية البرامج التي وردت في خطة الوزارة والتي ال يتسع املكان لذكرها، ونسبة ما تحقق منها وما لم يتحقق حتى اآلن؟ أعتقد أن هذا سؤال مشروع خصوصا عندما يكون املتحدث هـو رأس الـهـرم التعليمي فـي الــــوزارة، واملـتـحـدث إليهم هم ممثلو الوطن ممن اختارهم امللك - حفظه الله - لهذه املهمة، وهل من املناسب من مجلس الشورى حسب تقاليده أن يكون ثـمـة بــرامــج دقـيـقـة للمتابعة ملــا يـطـرح تـحـت قبته عـلـى أقل تقدير، وهـل سـوف تستمر خطط الـــوزارات كخطط وزراء أم ستعود كخطط وزارات تسأل عن تنفيذها سواء بقي الوزير في منصبه أو انتهت مهمته، الشاهد أن تلتزم هذه الوزارات بإنجاز هــذه الخطط املعلنة أمــام مجلس الـــوزراء ومجلس الشورى والرأي العام على وجه العموم.