أعمال البر واحتياجات املجتمع

األعمال املتعلقة بالشأن الديني بجميع فواصلها ظلت لزمن طويل كل منها يعمل منفردا، ولكل منها توجه تخصصي، فخسرنا حالة االندماج واالنصهار والتكامل، وضاعت كثير من الفرص التي كـان باإلمكان أن يكون تضافر أعمال البر وكـذلـك بقية الوظائف الدينية ذات شمولية، بحيث تتوزع وتتنوع محصلة تلك األعمال لتشمل كل االحتياجات. وكــان مــن الــضــروري أن تضم كــل الـوظـائـف املعنية بالشأن الديني فـي حضانة واحـــدة، وألنـنـا تأخرنا كثيرا وأضعنا أمواال وجهودا في طرق مختلفة، ولو تم العمل على تكثيف تلك الجهود ألحدثنا طفرة نوعية في طريق الخير. وألن الخطاب الديني كان شبه أحــادي، فقد تم اإلنفاق على وجوه محددة من أعمال البر، ولو أن خطباء املساجد والوعاظ نهضوا بمهمة تنوع أفعال البر لكان وضعنا متقدما في هذا الجانب.. ويمكننا العودة إلى عقود زمنية قريبة (مضت) لوجدنا أن أعـمـال البر تنوعت مـن بناء أربـطـة ومــدارس ومستوصفات وابـتـعـاث وإيــجــاد نــزل لعابري السبيل وكفالة أيـتـام وبناء مساجد، عشرات األعمال كان ينهض بها فاعلو الخير.. وأجدني أخاطب معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ في أن تنهض وزارته بجمع وتوسيع دائرتها، كي تكون هي املظلة الرئيسة الستقبال التبرعات (وهي أموال ضخمة جدا)، ومــن خــال الــــوزارة وإشــرافــهــا عـلـى تـلـك األمــــوال تـتـم دراسة االحتياجات املجتمعية، ومنها إحــداث تنوع، فتكون لدينا أعمال خيرة كاملستشفى والنزل والرباط واالبتعاث واملدرسة واملسجد. اآلن نجد فاعلي الخير لديهم توجه شبه وحيد يتمثل في بــنــاء املــســاجــد، ولــو أقــيــم بــأمــوال أهــل الــبــر إضــافــة إلــى ذلك مستشفيات أو أربطة أو مدارس، وكل تلك األعمال تنهض بها تبرعات الخيرين، لكان لدينا تكافل بمعناه الحقيقي.. إن أموال البر واألوقاف بحد ذاتها قادرة على النهوض بذات املشاريع الخيرية في تلبية احتياجات املجتمع، أو على األقل هي قادرة على إحياء أحياء متناثرة في كل مدينة. التبرعات. أحـــيـــوا أعـــمـــال الــخــيــر بــالــتــنــوع واالســــتــــفــــادة املــثــلــى من