Okaz

الدروز.. وغدر الصهاينة !

-

يـحـفـل الــعــالـ­ـم الــعــربـ­ـي بــوجــود كـثـيـر من «األقـــلــ­ـيـــات» الــعــرقـ­ـيــة ذات األصــــــ­ول غير العربية، واألقليات العقائدية، ذات األصول العربية، وغير العربية. تقول بعض اإلحصاء ات إن عدد العرب قد بلغ مؤخرا نحو 400 مليون نسمة، يقيمون في املنطقة التي تمتد من املحيط األطلسي غربا، إلى الخليج العربي شرقا. ولعل من أبرز األقليات العرقية لديهم هي: البربر، األكــراد، الشركس، األتــراك، الفرس، الشيشان، األرمن. ويقصد بـ «األقلية» هنا: األفراد الذين يحملون جنسية الــدولــة العربية الـتـي يقيمون بها، والذين تعود أصولهم إلى أعراق مختلفة غير عربية، أو أنـهـم يعتنقون مذهبا مختلفا، مـحـدود الـعـدد أو قليل العدد نسبيا، عن مذهب الغالبية العربية، وسواء كانوا من أصول عربية أو غير عربية. فهناك أقليات عرقية غير عربية، وهناك أقليات عقائدية عربية وغير عربية. ومن األقليات العرقية البربر، ومن األقليات املذهبية كل من: املسيحيني، الشيعة، اليهود، الـــدروز، العلويني، البهائيني، الصابئة، االيزيديني... إلخ. والدروز )Druze( هم طائفة عربية دينية شهيرة، قيل إنها انفصلت عن املذهب الشيعي في أواخر القرن العاشر املــيــال­دي. وقــد تأسست فـي عهد الحاكم بأمر الــلــه الـفـاطـمـ­ي (114هـــــ - )م1020 عـلـى يــد محمد بن إسماعيل الدرزي. وهم يعتقدون بألوهية الحاكم بأمر الله، وهو أبو علي املنصور، ابن العزيز بالله الفاطمي. ويطلق الدروز على أنفسهم اسم «املوحدين»، أو «بني معروف»، نسبة لقبيلة عربية اعتنقت الدرزية منذ ألف عام. ويـعـرف الـــدروز باالنغالق على أنفسهم، وتماسكهم االجـتـمـا­عـي والـثـقـاف­ـي والــســيـ­ـاســي. ويـقـسـمـو­ن غالبا إلى 3 أقسام أو درجـات: رجال الدين املحافظني عليه، املطلعني على الدين والـدارسـن­ي له، عامة الناس. وهم يـحـيـطـون عـقـيـدتـه­ـم بـكـثـيـر مــن الــغــمــ­وض املقصود، ويحصرون معرفتها في دائــرة ضيقة، وال يسمحون بـتـعـلـمـ­هـا إال ملـــن بــلــغ األربـــعـ­ــني مـــن الــعــمــ­ر مـــن أبناء الطائفة.

*** ويقدر تعداد الدروز اآلن بنحو 2 – 2.5 مليون نسمة، يتواجدون في كل من سورية ولبنان واألردن وفلسطني. يعيش نحو %80 منهم في سورية، وخاصة في منطقة الـسـويـدا­ء، وجبل الـــدروز، وجبل حـــوران. ويعيش في لبنان نحو 250 ألف درزي. ويقدر عددهم في فلسطني املحتلة (إسرائيل) بـ041 ألف نسمة، تقريبا. وقد برزت في هذه الطائفة عدة زعامات شهيرة، منها: الحسن بــن حــيــدرة الـفـرغـان­ـي، بـهـاء الــديــن السموقي. ومـــن املــعــاص­ــريــن: سـلـطـان بــاشــا األطـــــر­ش، أحـــد قادة الـثـورة السورية ضـد الفرنسيني فـي عشرينات القرن الـعـشـريـ­ن املــاضــي، واألمــيــ­ر شكيب أرســــالن، والزعيم السياسي اللبناني كـمـال جـنـبـالط، مـؤسـس «الحزب الـتـقـدمـ­ي االشــتــر­اكــي»، وابــنــه ولــيــد جــنــبــا­لط، وطالل أرسالن، رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني».

*** وقـد أثـرت الثورة الشعبية السورية، التي اندلعت عام ،2011 ضد نظام األسد، كثيرا على الطائفة الدرزية في كل من سورية ولبنان. وانقسم زعماء الطائفة اللبنانيون بني مؤيد للنظام السوري (طالل أرسـالن) ومعارض له (كمال جنبالط). وبصفة عامة، بقيت الطائفة الدرزية فــي ســوريــة عـلـى مــا يشبه الــحــيــ­اد، رغــم وجـــود قـلـة من أبنائها تقاتل في صف النظام األسدي.

ولــــلـــ­ـدروز فـــي إســـرائــ­ـيـــل مــكــانــ­ة خـــاصـــة؛ إذ يعتبرهم نـتـنـيـاه­ـو، رئــيــس وزراء إســرائــي­ــل الــحــالـ­ـي «قــطــعــة من لحم اليهود»... فهي الطائفة غير اليهودية التي يسمح ألبـنـائـه­ـا بــاالنــخ­ــراط فــي الـجـيـش اإلســرائـ­ـيــلــي، خاصة بعد أن أظهروا والء للكيان الصهيوني، وأخلصوا في الخدمة العسكرية. ومع ذلك، طالتهم عنصرية إسرائيل، كـغـيـرهـم مــن الــطــوائ­ــف غـيـر الــيــهــ­وديــة. وذلــــك بصدور قانون القومية )2018( الذى يكرس عنصرية إسرائيل، ويـحـصـر حــق تـقـريـر املـصـيـر بـإسـرائـي­ـل فــي يــد اليهود فقط. وقد غضب الدروز بشدة من هذا القانون، واحتجوا ضــده، كغيرهم مـن األقـلـيـا­ت غير الـيـهـودي­ـة. ومــا زالوا يطالبون بإلغائه. ويضم الجيش اإلسرائيلي، بكل ألويته، نحو 5 آالف عـسـكـري درزي، يـعـتـبـرو­ن انـخـراطـه­ـم فــي هــذا الجيش مصدرا للرزق، وتحسني الوضع املعيشي. وهناك قيادات درزيـــة تـدفـع لـالنـفـصـ­ال عــن الــواقــع الـعـربـي، والتعاون مـع الصهاينة، بـهـدف الـحـصـول على امـتـيـازا­ت مادية

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia