Okaz

سكان احملافظة شكوا نقصا حادا في األجهزة والكوادر الطبية

أهالي العرضيات لـ«الصحة»: «داوينا بالتي كانت هي الداء»!

- أحمد الشمراني، إبراهيم المتحمي (العرضيات) @Ahmed_alshmrani

بات انتقال أهالي العرضيات وشد رحالهم من أجل الــعــاج فــي املـــدن األخــــرى، هــو الـخـيـار املـفـضـل لهم، بعدما أعيتهم الحيلة فـي توفر الـعـاج املناسب أو حــتــى الــطــبــ­يــب املــعــال­ــج فـــي محافظتهم الـتـي تحتضن أكـثـر مــن 100 ألــف نسمة،، ليتغنوا ببيت أبــو نـــواس الشهير بشيء مــن الــتــصــ­رف «داوونـــــ­ـا بــالــتــ­ي كــانــت هي الـــداء»، بعدما فـقـدوا الحيلة فـي التحويل إذ اعتادت آذانهم سماع عبارة «انتظر نرسل التقرير ملستشفى..... وننتظر الرد». ويعول كثيرا من األهالي على مدير الشؤون الصحية فــي الـقـنـفـذ­ة الــدكــتـ­ـور عـبـدالـلـ­ه مـحـمـد الـــغـــر­وي، في الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه، قبل 6 أشهر، حني أكد أنه سيكون ثمة اهتمام كبير بالعرضيات، وتلبية ما تحتاجه من خدمات صحية، الفتني إلى أنهم ال زالــوا يترقبون تحركه إلنهاء معاناتهم في سـبـيـل بـحـثـهـم عــن الـــعـــا­ج، فــي ظــل الــنــقــ­ص الحاد الـذي تعانيه العرضيات في املــــراف­ــــق الــطــبــ­يــة واألجهزة والكوادر املؤهلة. أوضـــــــ­ــح املـــــرش­ـــــد الطابي بــمــدرسـ­ـة نــمــرة صــالــح علي الــشــمــ­رانــي، أن ثـمـة تناسبا عـــكـــسـ­ــيـــا بـــــني عـــــــدد املــــراك­ــــز الصحية في العرضيات والكوادر، مشيرا إلى أن املرافق الطبية زادت بينما عــدد العاملني فيها من ممارسني صحيني ومــــوظــ­ــفــــني قـــلـــيـ­ــل جـــــــــ­دا، ال يــســتــط­ــيــعــون تــلــبــي­ــة اإلقبال املتزايد عليها. وقـــــال:«لـــــك أن تــتــخــي­ــل أن سبعة مراكز من ثمانية في العرضية الشمالية اليوجد فيها سوى طبيب أسنان واحد، وأحيانا يتعذرون بالغياب لعدم وجود ممرضة بدال من وجود طبيب وطبيبة أسنان لكل مركز كما يأمل املواطن ويستحقه»، مبينا أن طبيب وطبيبة األسنان في مركز صحي نمرة، ال يمكن الوصول إليهما إال بالحجز، نـظـرا لـإقـبـال الكثيف عليهما، وهـــذه املشكلة منذ ســـنـــوا­ت عــــدة دون أن تـــوجـــد لها الــحــلــ­ول. مـسـتـدركـ­ا بالقول:«ولكن لألسف بني عشية وضحاها صار فــارغــًا تـمـامـًا مــن كــل شــيء وعزف عنه املرضى». وأعــرب الشمراني عـن تفاؤله بـــــتـــ­ــصـــــري­ـــــحــــ­ـات الــــــدك­ــــــتـــ­ـــور الــغــروي، الــذي وعــد باهتمام كبير بالعرضيات وصحتها، مــتــمــن­ــيــا أن يــلــمــس األهالي ذلك قريبا، باالرتقاء باملرافق الـطـبـيـة وكــــوادر­هــــا البشرية وأجــــــه­ــــــزتــ­ــــهـــــ­ـا ومـــــعــ­ـــداتــــ­ـهـــــا، خــصــوصــ­ا مـسـتـشـفـ­يـي نمرة وثريبان التي مازال ينقصهما الكثير والكثير. وأشــــار الـشـمـران­ـي إلــى أن املستشفيني يـعـانـيـا­ن من نــدرة فـي االسـتـشـا­ريـني، مـشـددا على ضــرورة وجود متابعة صــارمــة على بعض األخـصـائـ­يـني الــذيــن لم يــقــدمــ­وا شـيـئـًا يــذكــر لــلــمــو­اطــن مــن عـمـلـيـات وعاج متقدم كتخصص األنف واألذن والحنجرة في نمرة وثريبان. وطـــالـــ­ب بــتــوســ­عــة قــســم الــــطـــ­ـوارئ في مـسـتـشـفـ­ى نــمــرة، لـيـسـتـوع­ـب اإلقبال املــتــزا­يــد عـلـيـه مــن املــراجــ­عــني، داعيا إلـــى مــزيــد مــن املـــرونـ­ــة والـــعـــ­دول عن قـــــرار حـــرمـــا­ن املـــرضــ­ـى مـــن التحويل ملـــســـت­ـــشـــفــ­ـيـــات قـــــطـــ­ــاع الــــبـــ­ـاحــــة بحجة بيروقراطية املناطقية وذلــك لقربها منا بعشرات الكيلومترا­ت بدال من مستشفيات القنفذة البعيدة والتي قد يموت املريض وهو لم يصل إليها بعد. ذكـــر وكــيــل مـــدرســـ­ة سـهـيـل بـــن عمرو الـــــــت­ـــــــربـ­ــــــوي عـــــلـــ­ــي الــــــعـ­ـــــاصـــ­ـــمــــــ­ي، أن الــعــرضـ­ـيــات تـحـتـضـن أكــثــر مــن 100 ألف نسمة، يخدمهم مستشفيان بسعة مـــائـــة ســـريـــر فــقــط يــفــتــق­ــدان لــكــثــي­ــر من الـتـخـصـص­ـات الـطـبـيـة والـــكـــ­وادر املؤهلة، يـزيـد مـن معاناة األهــالــ­ي بعض األخطاء الطبية وعدم قبول التحويل إلى املستشفيات الكبرى املجاورة بسهولة. وأملح إلى أن املستوصفات الخاصة واملراكز الصحية ال تــــتــــ­جــــاوز عـــشـــر مـــنـــشـ­ــآت صـــغـــيـ­ــرة ال تــســتــو­عــب املـــرضــ­ـى وال تقدم املــــرجـ­ـــو مــــن الخدمات، متسائا بالقول:«ملاذا اليـــــــ­ـــــــوجـ­ــــــــــ­ـــد لــــــديـ­ـــــنــــ­ــا مستشفى كبير يجري الــعــمــ­لــيــات يــكــفــي­ــنــا عن الــتــحــ­ويــل لــلــمــد­ن األخــــــ­رى؟، ملـــــاذا اليـــوجــ­ـد مـسـتـشـفـ­ى والدة وأطفال أســــــــ­ــــــــــ­ـــــــــو­ة بــــــــب­ــــــــقـ­ـــــــيــ­ــــــة واملحافظات؟». ورأى أن الخدمات الــــــــ­ـــصــــــ­ـــــحــــ­ـــــــيــ­ـــــــــة فـــــــي الـــعـــر­ضـــيـــات تحتاج إلــــــــ­ـى بـــــــــ­ذل املـــــــ­زيـــــــد من الـــــجــ­ـــهـــــو­د عــــلــــ­ى الصعيد اإلنــشــا­ئــي والــتــطـ­ـويــري ملواكبة النمو السكاني املتزايد، مطالبا الــشــؤون الـصـحـيـة بـالـقـنـف­ـذة الـنـظـر إلـــى معاناتهم بـاهـتـمـا­م. وأفـــاد عضو املجلس الـبـلـدي بالعرضية الشمالية صالح سالم الحارثي، أن أهالي العرضيات ينتظرون بفارغ الصبر أن يكون هناك أكثر من مستشفى مكتمل بكادره الطبي وبأجهزته الــحــديـ­ـثــة، تــعــوضــ­هــم صــبــر السنوات التي عاشوها بني مستشفيات املخواة والباحة وبلجرشي. وبـــني أن افــتــتــ­اح مستشفيي ثريبان ونـــــمــ­ـــرة الــــعـــ­ـامــــني، خـــفـــفـ­ــا بـــعـــض من معاناتهم، إال أن الخدمات التي تقدمها ال تزال دون املستوى املأمول، نتيجة نقص في بعض العيادات وافتقاد الكوادر الطبية املتميزة واألجهزة املتقدمة. ولــفــت الــحــارث­ــي إلـــى أنـــه رغـــم افتتاح املستشفيني فـي العرضيات، إال أنهم الزالـــــ­ـــــوا يـــســـمـ­ــعـــون عــــبــــ­ارة «انتظر نـرسـل التقرير ملستشفى..... وننتظر الـــرد»، فضا عـن النقص الـحـاد الذي تعانيه الصيدليات في األدويــة وبعض املــــــض­ــــــادات الــــتـــ­ـي تــــصــــ­رف بــــأمـــ­ـر طبيب املـسـتـشـ­فـى، مـوضـحـا أن املــراكــ­ز الصحية تعاني نقصا في األجهزة والكوادر، إذ ال يوجد فيها سوى طبيب عام فقط وممرضة واحدة.

 ??  ?? مستشفى نمرة يعاني نقصا حادا في األجهزة والكوادر المؤهلة.
مستشفى نمرة يعاني نقصا حادا في األجهزة والكوادر المؤهلة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia