سكان احملافظة شكوا نقصا حادا في األجهزة والكوادر الطبية
أهالي العرضيات لـ«الصحة»: «داوينا بالتي كانت هي الداء»!
بات انتقال أهالي العرضيات وشد رحالهم من أجل الــعــاج فــي املـــدن األخــــرى، هــو الـخـيـار املـفـضـل لهم، بعدما أعيتهم الحيلة فـي توفر الـعـاج املناسب أو حــتــى الــطــبــيــب املــعــالــج فـــي محافظتهم الـتـي تحتضن أكـثـر مــن 100 ألــف نسمة،، ليتغنوا ببيت أبــو نـــواس الشهير بشيء مــن الــتــصــرف «داوونــــــا بــالــتــي كــانــت هي الـــداء»، بعدما فـقـدوا الحيلة فـي التحويل إذ اعتادت آذانهم سماع عبارة «انتظر نرسل التقرير ملستشفى..... وننتظر الرد». ويعول كثيرا من األهالي على مدير الشؤون الصحية فــي الـقـنـفـذة الــدكــتــور عـبـدالـلـه مـحـمـد الـــغـــروي، في الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه، قبل 6 أشهر، حني أكد أنه سيكون ثمة اهتمام كبير بالعرضيات، وتلبية ما تحتاجه من خدمات صحية، الفتني إلى أنهم ال زالــوا يترقبون تحركه إلنهاء معاناتهم في سـبـيـل بـحـثـهـم عــن الـــعـــاج، فــي ظــل الــنــقــص الحاد الـذي تعانيه العرضيات في املــــرافــــق الــطــبــيــة واألجهزة والكوادر املؤهلة. أوضـــــــــح املـــــرشـــــد الطابي بــمــدرســة نــمــرة صــالــح علي الــشــمــرانــي، أن ثـمـة تناسبا عـــكـــســـيـــا بـــــني عـــــــدد املــــراكــــز الصحية في العرضيات والكوادر، مشيرا إلى أن املرافق الطبية زادت بينما عــدد العاملني فيها من ممارسني صحيني ومــــوظــــفــــني قـــلـــيـــل جـــــــــدا، ال يــســتــطــيــعــون تــلــبــيــة اإلقبال املتزايد عليها. وقـــــال:«لـــــك أن تــتــخــيــل أن سبعة مراكز من ثمانية في العرضية الشمالية اليوجد فيها سوى طبيب أسنان واحد، وأحيانا يتعذرون بالغياب لعدم وجود ممرضة بدال من وجود طبيب وطبيبة أسنان لكل مركز كما يأمل املواطن ويستحقه»، مبينا أن طبيب وطبيبة األسنان في مركز صحي نمرة، ال يمكن الوصول إليهما إال بالحجز، نـظـرا لـإقـبـال الكثيف عليهما، وهـــذه املشكلة منذ ســـنـــوات عــــدة دون أن تـــوجـــد لها الــحــلــول. مـسـتـدركـا بالقول:«ولكن لألسف بني عشية وضحاها صار فــارغــًا تـمـامـًا مــن كــل شــيء وعزف عنه املرضى». وأعــرب الشمراني عـن تفاؤله بـــــتـــــصـــــريـــــحـــــات الــــــدكــــــتــــــور الــغــروي، الــذي وعــد باهتمام كبير بالعرضيات وصحتها، مــتــمــنــيــا أن يــلــمــس األهالي ذلك قريبا، باالرتقاء باملرافق الـطـبـيـة وكــــوادرهــــا البشرية وأجــــــهــــــزتــــــهــــــا ومـــــعـــــداتـــــهـــــا، خــصــوصــا مـسـتـشـفـيـي نمرة وثريبان التي مازال ينقصهما الكثير والكثير. وأشــــار الـشـمـرانـي إلــى أن املستشفيني يـعـانـيـان من نــدرة فـي االسـتـشـاريـني، مـشـددا على ضــرورة وجود متابعة صــارمــة على بعض األخـصـائـيـني الــذيــن لم يــقــدمــوا شـيـئـًا يــذكــر لــلــمــواطــن مــن عـمـلـيـات وعاج متقدم كتخصص األنف واألذن والحنجرة في نمرة وثريبان. وطـــالـــب بــتــوســعــة قــســم الــــطــــوارئ في مـسـتـشـفـى نــمــرة، لـيـسـتـوعـب اإلقبال املــتــزايــد عـلـيـه مــن املــراجــعــني، داعيا إلـــى مــزيــد مــن املـــرونـــة والـــعـــدول عن قـــــرار حـــرمـــان املـــرضـــى مـــن التحويل ملـــســـتـــشـــفـــيـــات قـــــطـــــاع الــــبــــاحــــة بحجة بيروقراطية املناطقية وذلــك لقربها منا بعشرات الكيلومترات بدال من مستشفيات القنفذة البعيدة والتي قد يموت املريض وهو لم يصل إليها بعد. ذكـــر وكــيــل مـــدرســـة سـهـيـل بـــن عمرو الـــــــتـــــــربـــــــوي عـــــلـــــي الــــــعــــــاصــــــمــــــي، أن الــعــرضــيــات تـحـتـضـن أكــثــر مــن 100 ألف نسمة، يخدمهم مستشفيان بسعة مـــائـــة ســـريـــر فــقــط يــفــتــقــدان لــكــثــيــر من الـتـخـصـصـات الـطـبـيـة والـــكـــوادر املؤهلة، يـزيـد مـن معاناة األهــالــي بعض األخطاء الطبية وعدم قبول التحويل إلى املستشفيات الكبرى املجاورة بسهولة. وأملح إلى أن املستوصفات الخاصة واملراكز الصحية ال تــــتــــجــــاوز عـــشـــر مـــنـــشـــآت صـــغـــيـــرة ال تــســتــوعــب املـــرضـــى وال تقدم املــــرجــــو مــــن الخدمات، متسائا بالقول:«ملاذا اليــــــــــــــوجــــــــــــــد لــــــديــــــنــــــا مستشفى كبير يجري الــعــمــلــيــات يــكــفــيــنــا عن الــتــحــويــل لــلــمــدن األخــــــرى؟، ملـــــاذا اليـــوجـــد مـسـتـشـفـى والدة وأطفال أســـــــــــــــــــــــــــوة بــــــــبــــــــقــــــــيــــــــة واملحافظات؟». ورأى أن الخدمات الـــــــــــصـــــــــــحـــــــــــيـــــــــــة فـــــــي الـــعـــرضـــيـــات تحتاج إلـــــــــى بـــــــــذل املـــــــزيـــــــد من الـــــجـــــهـــــود عــــلــــى الصعيد اإلنــشــائــي والــتــطــويــري ملواكبة النمو السكاني املتزايد، مطالبا الــشــؤون الـصـحـيـة بـالـقـنـفـذة الـنـظـر إلـــى معاناتهم بـاهـتـمـام. وأفـــاد عضو املجلس الـبـلـدي بالعرضية الشمالية صالح سالم الحارثي، أن أهالي العرضيات ينتظرون بفارغ الصبر أن يكون هناك أكثر من مستشفى مكتمل بكادره الطبي وبأجهزته الــحــديــثــة، تــعــوضــهــم صــبــر السنوات التي عاشوها بني مستشفيات املخواة والباحة وبلجرشي. وبـــني أن افــتــتــاح مستشفيي ثريبان ونـــــمـــــرة الــــعــــامــــني، خـــفـــفـــا بـــعـــض من معاناتهم، إال أن الخدمات التي تقدمها ال تزال دون املستوى املأمول، نتيجة نقص في بعض العيادات وافتقاد الكوادر الطبية املتميزة واألجهزة املتقدمة. ولــفــت الــحــارثــي إلـــى أنـــه رغـــم افتتاح املستشفيني فـي العرضيات، إال أنهم الزالــــــــــوا يـــســـمـــعـــون عــــبــــارة «انتظر نـرسـل التقرير ملستشفى..... وننتظر الـــرد»، فضا عـن النقص الـحـاد الذي تعانيه الصيدليات في األدويــة وبعض املــــــضــــــادات الــــتــــي تــــصــــرف بــــأمــــر طبيب املـسـتـشـفـى، مـوضـحـا أن املــراكــز الصحية تعاني نقصا في األجهزة والكوادر، إذ ال يوجد فيها سوى طبيب عام فقط وممرضة واحدة.