Okaz

ملفات الصحة املقلقة!

-

ليس سـرا أو غريبا أن وزارة الصحة هي أهـم وزارة تـعـنـي املـــواطـ­ــن، ألنــهــا تـمـس صـحـتـه وهـــي لإلنسان أغــلــى مــا يــمــكــن. هــنــاك حــالــة عــامــة مــن عـــدم الرضا عـلـى مـسـتـوى أداء وزارة الـصـحـة فــي أكــثــر مــن صـعـيـد. الخدمات املقدمة فيها تفاوت واضح وعلى ما يبدو أن معايير قياس جودة الخدمة املقدمة ليس مطبقا على نفس الكفاءة في كل املرافق. ومن املـعـروف أن الـعـرض (عــدد املــرافــ­ق) أقــل بكثير مـن الطلب (املرضى ورواد العالج)، ولكن من املمكن تقليص املسافة بن العرض والطلب بأداء أكثر فعالية وتأثيرا عن طريق تحسن الخدمات كما ونوعا، وتطوير األنظمة اإلدارية املعمول بها. ولكن هناك «ملفات» بحاجة لإلجابة عليها، ألن هناك غموضا في معرفة أسباب تأخر الحسم فــيــهــا. طـالـعـتـن­ـا األخـــبــ­ـار مــنــذ أيــــام بــحــصــو­ل إصـــابـــ­ات «جديدة» ملواطنن بسبب مرض الكورونا، والحقيقة أن «استمرار» حصول حاالت مرضية جديدة لهذا املرض وعدم قدرة الوزارة على القضاء عليه تماما هو مصدر قلق وبحاجة لتوضيح األسباب ملعرفة موقع املسؤولية على من بالتحديد. هل هي مسؤولية وزارة الصحة أو وزارة الــزراعــ­ة مثال، وإذا كانت وزارة الصحة مـسـؤولـة، فاملواطن بحاجة لتوضح عــن أســبــاب الـقـصـور هــل هــو مـالـي أو إداري. ألن مسألة استمرار املرض، وهو الذي استمر اآلن لسنوات غير قليلة بات يدعو للقلق. هناك ملف آخر يدعو للقلق أيضا وهو تأخر الوزارة الكبير في توطن الوظائف وخصوصا الكادر الطبي، هناك مشكلة مفصلية في هذا األمر، نسبة التوطن في الكادر الطبي ال تتجاوز الـ21% في أفضل الحدود، واملعروف أن هناك كوادر طبية متخرجن مــن املــواطــ­نــن الــســعــ­وديــن فــي مـخـتـلـف الــتــخــ­صــصــات الـطـبـيـة ال يزالون بال عمل، ويحيل البعض هذه املشكلة إلى الهيئة السعودية للتخصصات الطبية والتي تحولت إلى عامل معيق في التسهيل لطالبي الوظائف واملؤهلن منهم بتعقيدات نالت انتقاد حديثي التخرج، باإلضافة ألصحاب سنوات الخبرة. من الواضح أن هناك عنق زجاجة طويال في مجال توطن الوظائف في وزارة الصحة. خريجون بالعشرات، وال تزال نسب منهم ال تلقى الوظائف ويستمر توظيف األقل تأهيال. هذا ملف بحاجة ألن يفتح، وأن تكون هناك إجابات مقنعة على األسئلة املحرجة هذه، بالرغم من وجود النقص الكبير في عـدد املؤسسات الطبية الـقـادرة على تقديم الخدمة في سوق هو األكبر في منطقة الشرق األوسط، إال أن هناك لغزا محيرا آخـر وهـو عـدم قــدرة وزارة الصحة على جـذب استثمارات أجنبية وإقليمية بمغريات استثنائية لتغطية بعض العجز املوجود وفتح املجال لالستثمار الخارجي وفرصة خلق وظائف جـديـدة. أسئلة محيرة وملفات مقلقة في أهم وزارة تهم حياة املواطن تبقى بحاجة إلجابات مقنعة وليست بتصريح إعالمي. الصحة تاج على رؤوس األصحاء ال يراه إال املرضى كما قالوا في األثر قديما، ولكن الصحة الــيــوم هــي شــراكــة اجـتـمـاعـ­يـة واقــتــصـ­ـاديــة وإداريــــ­ـة مـطـلـوب فيها املشاركة واملصارحة واالستفادة من خبرات اآلخرين بشكل فوري ومباشر.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia