إلى رؤساء األندية: خلوا الكورة في امللعب
تـشـهـد سـاحـتـنـا الــريــاضــيــة والكروية على وجـه أخـص حراكًا رياضيًا الفتًا على النحو الذي زاد من حجم املتابعة الرياضية جماهيريًا مع زيـادة في املتابعة تعدت املــمــلــكــة إلـــــى املــحــيــط الــخــلــيــجــي والـــعـــربـــي، لكن املالحظ مع بداية هذا املوسم أن الصخب قد زادت وتيرته إعالميًا، وأن السخونة قد زادت متماهية مع الطقس الحار، وأن اللغة الحوارية قد تفاقمت وتدنت في ألفاظها ومفرداتها، وأن الجماهير قد انشطرت منقسمة بني مؤيد ومتفاعل مع ما يحدث، فيما رأى آخرون أن الجرعة قد زادت حتى خرجت عــن الـسـيـاق والــعــرف االجـتـمـاعـي وأخــلــت بالنص األخــالقــي، والــالفــت أن اإلثــــارة خـرجـت مــن امللعب إلى خارج امللعب، وأن الكرة قد تمت دحرجتها بني رؤساء األندية فتولى كل رئيس تسديدها في وجه اآلخر!. والسؤال الذي يطفو على السطح اآلن هل ما يحدث من ضجيج وتنابز خارج امللعب يتم بشكل عفوي؟ أم أنـــه مــنــدرج عــمــدًا ضـمـن خـطـة تـسـخـني الدوري ورفع حجم املتابعة وإشغال الجماهير باالنحياز والتصفيق لهذا الرئيس أو الشتم لآلخر؟ فإن كان الهدف هو رفـع وتيرة املتابعة فـإن هناك أساليب أخرى أرقى وأكثر جدوى، هذا مع مالحظة أن لدينا دون ذلـــك شـغـفـًا جـمـاهـيـريـًا عــريــضــًا باملنافسات الكروية بما ال يقتضي املزيد، فلقد كانت التغييرات التي زادت عدد الالعبني األجانب إلى ثمانية كافية، ثـم مـا تالها مـن استقطاب النجوم الـبـارزيـن ممن برزوا في كأس العالم األخيرة كافية، هذا إلى جانب زيادة رقعة البرامج الرياضية التي يقتعد ضيوفها مــجــالــس الـــكـــالم يــحــلــلــون ويـــشـــرحـــون ويزيدون ويــنــقــصــون ويـــعـــرضـــون ويــقــتــرحــون ويمدحون ويشتمون، حتى إذا رأيتهم في هذا البرنامج أو ذاك تتمعر وجوههم فتنبسط وتنقبض لتمنيت أن هذا الجهد والهدر الكالمي قد مضى فيما ينفع ويفيد، لكنه فــي الــواقــع كــالم انطباعي يـصـدر فــي الوقت الضائع مما ال حاجة له، وجله مضرة ومهزأة. والخالصة في نظري أن تستمر املنافسات الكروية عندنا بروحها الرياضية السامية، وأن تبقى اللغة فــي أوســاطــهــا بــاملــفــردات الــتــي يـتـم تـبـهـيـرهـا لكن ضمن الحدود املتسامحة واملمازحة اللطيفة، وأن يتخلى مـسـؤولـو الــكــرة عــن الـلـعـب خـــارج امللعب، وأن يعيدوا الكرة إلى مكانها الصحيح الذي تلعب فيه.