والء تتبرع بكليتها لوالدها دون علمه
لـــم يــعــرف مــحــمــد إســمــاعــيــل عـــاشـــور الصائغ، املــتــبــرع لــه بـكـلـيـتـه، إال بـعـد خــروجــه مــن غرفة الـــعـــمـــلـــيـــات، حـــامـــال فــــي جـــســـده كــلــيــة تنبض بالحياة، وما ضاعف من دهشته وذهوله هو أن املتبرع لم يكن سوى ابنته والء التي لم يتجاوز عمرها 23 عاما. روت والء لــــ«عـــكـــاظ» قــصــة تــبــرعــهــا لوالدها بــكــلــيــتــهــا بــعــد عــمــلــيــة نــاجــحــة فـــي مستشفى الــقــوات املسلحة بمدينة تــبــوك، مـوضـحـة أنها عايشت معاناة والدها على مدى ثالث سنوات بعدما فشلت كليتاه، وبــات يـتـردد بكثرة على املستشفيات، وضرورة خضوعه للغسل الكلوي أو زراعة كلية، بعد دخول حالته مرحلة حرجة تستدعي الغسل ثالثة أيام من كل أسبوع. وأشارت إلى أن خوفها على والدها وهو يودعهم كـلـمـا حـــان مــوعــد الـغـسـل والـــدمـــوع تـنـهـمـر من عينيه، دفعها للتسلل إلى غرفة نومه باحثة عن التقارير الطبية لحالته وبعد أن عثرت عليها، احــتــفــظــت بــهــا ســـــرا، مـبـيـنـة أنــهــا تــوجــهــت مع إخوتها إلجراء تحاليل لكشف تطابق أنسجتهم مع والدهم. وقالت: «وجـاء االختيار علي لتطابق الجينات واألوضـــاع الطبية وبعدها تحدثت مـع والدي وأخبرته أن معاناتك مع الغسل الكلوي ستنتهي خـالل أسـبـوع، بعد أن تلقيت ضــوءا أخضر من املستشفى وحدد لنا موعد نقل كليتي وزراعتها في جسد والـدي»، مشيرة إلى أنهم توجهوا من ضباء إلى تبوك بيوم واحد أخبرت والدها بأن هنالك فاعل خير رفض ذكر اسمه يريد أن يتبرع لك بكلية واحدة. وأضـــافـــت: «طــلــبــت مــنــه أن نــرافــقــه فــي الرحلة لالطمئنان عليه، ودخل والدي غرفة العمليات، وبــعــد أن فـــاق مــن آثــــار الـتـخـديـر الـتـفـت يمينًا ووجدني بنفس هيئته ولبسه، وفوجئ بوجودي مـعـه، فقلت لـه هــذا أقــل واجــب أقـدمـه لـك بعدما قدمت لنا كل ما تملك وبنيت لنا منزال نتباهى به بني أهالينا وعلمتنا فخرًا جاء الوقت ألرد لك أنـا وأخوتي جـزءًا من الجميل»، ملمحة إلـى أن الدموع انهمرت من عيني والدها ودعا الله لها، ما أثلج صدرها وأزال آالم العملية.