الغذامي: سعدية مفرح سقطت في «مصيدة الباحث» وخدمتني
أكد الناقد الثقافي الدكتور عبدالله الغذامي أن الــشــاعــرة سـعـديـة مــفــرح وقــعــت فــي فخه الذي أراد به تعزيز لغة الحوار وإعالء شأن األخالق، إال أن مفرح ابتعدت عن أدبيات الحوار في النقاش معه، عندما ذهبت كـمـا قــال مــغــردون إلــى (الـتـعـريـض به ملواقفه الوطنية املشرفة، إذ نعتته بالسقوط في النفاق والدجل)، وكــــــشــــــف عــــــــــــــ ّراب الـــــحـــــداثـــــة السعودية لـ«عكاظ» أن توريقته يوم السبت الثامن من أغسطس بــــــعــــــنــــــوان (الــــلــــغــــة وجــــه يـــقـــبـــل ووجه يــــدبــــر) تـكـشـف خـطـتـه فــي تـجـربـتـه التفاعلية التي يمتحن عبرها أحـوال املثقفني، مؤكدًا أنه يتعامل مــع الـتـغـريـدات السلبية بــالــرد عليها بأدب من باب تحفيز لغة أخالقية في املداورات. مشيرًا إلى أنه أجرى عددًا من التجارب الــتــي نــجــح بــعــضــهــا فـــي تحفيز معاني املروء ة، وأخفق بعضها. وأضـــاف: «للحق كنت أظنني ســأنــجــح مــــع ســـعـــديـــة، ولكن حـــصـــل الــــعــــكــــس». موضحًا أن مــوقــفــهــا وإن كــــان يحزنه شخصيًا إال أنه يخدمه بحثيًا. وأضاف: «من النادر أن تصيد أحدًا من أهل القلم كونهم يحتاطون عادة حني املواجهة بأخالق، ولكن سعدية وقـعـت فــي مصيدة الــبــاحــث». ويــعــزو الغذامي قوله إلى أنه حقيقة بحثية إال أنه للحق ما كان يتمناه لها شخصيًا لكن هذا ما حدث كما قال. واختتم رده لـ«عكاظ» بقوله «هي خدمتني من حيث لم تقصد بمثال لم أتوقعه». وكــانــت مــفــّرح عــّرضــت فــي تــغــريــدة لــهــا بأهم رمــز ثـقـافـي فــي الــوطــن الــعــربــي، كـونـه عـبـر عن دور املثقف الوطني صــادق االنتماء بقولها: «قــال لـي شـاب مثقف أنا حـــزيـــن جــــدًا بــســبــب تغريدات الدكتور فالن الفالني مؤخرًا، كنت أتخذه قدوة، لكنني اآلن أشـــعـــر بــالــشــفــقــة عــلــى مـــا آل إليه وأخجل مما يكتبه، كونه أحــرق كـل ماضيه الجميل، في سبيل حاضره الغارق في مستنقع الـنـفـاق والـخـيـانـة والــدجــل الثقافي، وســألــنــي: مــا الــعــمــل؟، فــقــلــت: أدع له بالرحمة». الغذامي علق على تغريدة مفرح بـأدب «أعرف يـا سعدية أن كـثـرًا تخاطبوا مـعـك، وافترضوا أنك تقصدينني، وأنا أقول إن كنت أنا املقصود وأنت دعوت لي بالرحمة، فجزاك الله عني خير الجزاء على دعوتك». فعلقت مفرح مجددًا على رد الـغـذامـي بصالفة أكــثــر: «دعــوتــي تعبر عن رأيـــي يــا دكــتــور عـبـدالـلـه، أعــرضــه وال أفرضه، ومـــن يـشـعـر أنـــه املــقــصــود فــهــو املــقــصــود فعال كـمـا أظــــن»، وأضـــافـــت: «الــواثــقــون مــن أنفسهم ومواقفهم ال يهتمون كثيرًا بما يقال وما يكتب، أما غير الواثقني فلهم ضمائرهم ولعلها تكفي. شملنا الـلـه جميعًا برحمته أحــيــاء وأمواتًا». فــيــمــا تــفــاعــل مــــغــــردون كــثــر مــــع التغريدات، وعبروا عن استيائهم من تغريدة سعدية مفرح كــونــهــا تــنــتــقــد انــتــمــاء مــثــقــف وطـــنـــي لوطنه، وكــشــف بـعـضـهـم عــن مــيــول مــفــرح اإلخوانية، وتـعـاطـفـهـا الــفــاضــح مــع تنظيم الــحــمــديــن، ما يؤكد أن منطلقاتها أيديولوجية بحتة، وليست مـوضـوعـيـة، ليظل الـغـذامـي فـي أعينهم مثقفًا نوعيًا يحظى باحترام وتقدير العالم.