3 سنوات.. بقيمة قرن
اخــتــصــار الــزمــن لـيـس مـهـمـة سـهـلـة ألي دولـــة أو مجتمع أو قــيــادة.. وفــي بعض األحـــيـــان، تـقـف تـلـك املـهـمـة عـلـى ضفاف املستحيل.. عندما تكون األجــواء العامة املــحــيــطــة بــــالــــدولــــة -بـــشـــكـــل عـــــــام- غير مـسـاعـدة أو ربـمـا معيقة لتسريع حركة التطور والنماء.. واستدامتها. من ينظر لواقع اململكة العربية السعودية -حكومة ومجتمعًا وشعبًا- اآلن، وينظر لها قبل أقــل مــن خمس ســنــوات مضت.. ال يمكن له أن يتصور أن املساحات التي قطعتها الدولة في طريق التطور والنمو واالزدهـــــــــار املــــــادي والـــفـــكـــري هـــي نتاج معادالت تراتبية ملعدل النمو السابق. طـــاقـــات املــمــلــكــة حــكــومــة وشــعــبــًا كانت تسير على وتيرة واحدة. فمسيرتها عبر عقود.. صنعت ثقافة نمو مادي وثقافي يعطي تــصــورًا ملــا يكمن أن تـكـون عليه الـدولـة بعد عشر سـنـوات أو 20 سنة أو ربع قرن. نـقـطـة الــتــحــول لـلـقـيـادة الــجــديــدة؛ التي ارتكزت على مبدأ (الحزم والبناء)، قلبت كل موازين الزمن. وبالتالي، قلبت ثقافة مــعــادلــة مـسـيـرة الــتــطــور املــتــوقــعــة.. بكل أدائها الروتيني والبيروقراطي اململ. األهــــــــــداف االســـتـــراتـــيـــجـــيـــة واملــــــبــــــادرات والبرامج التي طرحت على أرض الواقع.. خــالل الـسـنـوات الــثــالث املــاضــيــة.. دفعت مــســيــرة املــجــتــمــع والـــــدولـــــة قـــدمـــًا نحو األمـــــام بــآلــيــة مـخـتـلـفـة عــمــا كــانــت عليه الوتيرة. هذه السنوات الثالث -بالتوجه الفكري الجديد- استطاعت أن تختصر قرنًا قادمًا من الـزمـان. فما كـان متوقعًا لـــلـــوطـــن أن يـــصـــل إلـــيـــه بــنــهــايــة القرن الواحد والعشرين؛ حسب الفكر الروتيني الــقــديــم، تــم تـحـقـيـقـه عــلــى أرض الواقع خـالل الفترة الحالية. لتقفز التصورات واألفــــكــــار بــوتــيــرة جـــديـــدة وفــكــر جديد وثــقــافــة جـــديـــدة تــمــاهــي أبـــعـــاد العالم األول؛ لكنها ترتكز على الثقافة املحلية ومبادئ الدين الحنيف، وتصنع حضارة إسالمية جـديـدة بـأيـد عربية سعودية.. تنافس الحضارة اإلسالمية التي يفخر بها التاريخ كل يوم وساعة ولحظة.