اليوم الوطني يرسخ احلب والوالء
سـبـعـون عــامــا عشتها طـــوال وعــرضــا وبأدق تفاصيلها شاهدا على هذا الوطن ومجريات األحـــــداث فــيــه.. ولــلــتــاريــخ إنــصــافــا وتخليدا لهذه الذكرى التي بكل عام تلد معطيات جديدة.. تتمحور كـلـهـا فـــي بــــؤرة هـــذا الـــوطـــن.. وتــتــمــاهــى حــبــا ووفـــــاء لهذا الــوطــن الـــذي نعيش عـلـى ثـــراه ونستنشق هــــواه.. ونعيش معطيات الـزمـان واملــكــان.. هــذا الـوطـن الــذي ميزه الله فوق كل األوطــان.. بأن شرفه بأطهر بقاع األرض قداسة وطهرا.. بيت الله العتيق منذ عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما السام إذ يـرفـعـان الـقـواعـد لـهـذا الـبـيـت الـــذي كــان ومــا زال شاهدا لـلـعـصـر.. وتــتــوالــى الـحـقـب واألزمــنــة ويـظـل الـبـيـت العتيق شامخا يبث في مواطني هـذا البلد وكـل حـاج وكـل معتمر معنى ثقافة ترتفع بمعطيات اإليمان الروحي التي ال تتوفر إال في هذه الباد.. بأن من الله عليها وجعلها قبلة لشتى أصقاع األرض.. ولعمري فإن هذا الشرف العظيم ال يدانيه أي مجد وأي شرف. ومسجد الحبيب محمد رســول الله صلى الله عليه وسلم املركز الذي انطلقت منه الرسالة وعمت أرجاء العالم تحمل الـبـشـرى والـطـمـأنـيـنـة ودواعــــي الــنــصــر.. إيـمـانـا ينبثق من الداخل يغذيه حبا وتطلعا لارتقاء سموا في سماوات عليا.. تنشد العزة والتفوق من خال كتاب الله العزيز واتباع سنة الهادي البشير. لعل في مقدمة املنن على هذا البلد الكريم أن قيض الله له عبدالعزيز منذ نحو مئة عــام.. كـان طموحه وأهـدافـه التى ارتسمت خطاها على أرض الصحراء لتسجل تاريخا ناصعا.. عززه عبدالعزيز بأن لم الشمل ووحد هذه األراضى املباركة.. فصنع «معجزة التوحيد» وحصد شعبه األمن واالستقرار والتنمية.. وتعد تلك الفترة وما أعقبها.. والتي شكلت تاريخ وشكل اململكة من أهـم الفترات في تاريخ الجزيرة العربية بــل واملــنــطــقــة كــلــهــا.. وجــــاء مــن بــعــده أوالده الـــبـــررة الذين جعلوا خدمة الحرمني شرفا لهم.. وتوالت السنني وفي كل عام نشهد رصـدا ملعطيات جديدة تسمو فوق سابقتها في تماه وحب ووالء لهذا الوطن ومليكه وولي عهده.. حبًا سكن بني الضلوع في قلوب الصغار قبل الكبار.. ولقد استرعى انتباهي كيف أن الفرح قد ارتقى بمشاعر الصغار فأخذوا يتسابقون في طرح قدراتهم التعبيرية لتعزيز الحب لهذا الـوطـن الكبير.. ولـقـد وقـفـت أمــام صــورة مـن الـحـب والوالء أمام اثنني من األسباط نواف فواز الغانمي وعبدالله طالب الجحدلي.. لقد كانت العفوية والتلقائية هي أصــدق دليل على الـحـب والــــوالء لـهـذا الــوطــن.. أحـسـب أن هــذه ثقافة قد أشاعتها بيننا ظــروف الهدف الـواحـد وهـي إحياء الذكرى الـعـزيـزة الـخـالـدة عبر 88 عــامــا.. كــل عــام يـأتـي يجتهد في إحراز التفوق في اإلعراب عن الحب الحقيقي لهذا الوطن. وتـأتـي احـتـفـاالت هــذا الـعـام (غـيـر) فهي مختلفة فـي شتى األبعاد.. وأحس بها البعيد دون القريب.. ولعل هذا الحب الذي أشاعه هذا اليوم يبعث فينا جميعا الصغير والكبير والــشــيــخ الـــذي شــاخــت بــه األيــــام فــي ظــل هـــذا الــوطــن وظل أمجاده.. يجمعنا جميعا على اإلخـاص والحب والتفاني في خدمة هـذا البلد وصيانة معطياته ومكتسباته.. التي هي في واقـع األمـر الثروة الحقيقية لهذا الشعب وأبنائه.. وكــل عــام ونـحـن حـمـاة لـهـذا الــوطــن أمــنــاء لــقــادتــه.. نعيش وكـلـنـا أمــل وطــمــوح بــأن تـأتـي الـسـنـة الــقــادمــة وهــي أحلى وأجمل من سابقتها.. تأتي واعـدة بمعطيات جديدة تعزز الــحــب لــهــذا الــوطــن وتــرفــع مــن مـكـانـتـه بــني دول العالم.. وحسبي الله ونعم الوكيل.