Okaz

دراسة «خربوطية» !

-

ربما أول ما يلفت نظر القارئ ويعطي املوضوع مصداقية أكثر ويسمح للكاتب (بالبكش) أكثر هي عبارة «أثبتت الدراسات»، والدراسات عندي أو في قاموسي وشرعي تنقسم إلى قسمني ال ثالث لهما، دراسات علمية ودراسات من (جيبي). فأما العلمية فــروادهــ­ا مـعـروفـون، وأمــا (الكذبية) فــروادهــ­ا حــدث وال حرج، فهي تخدم األمر في كثير من األحيان و(تبهره) ملحاولة إضفاء طابع الصدق والوضوح عليه. ال أدري مـا الفائدة مـن املقدمة أعــاه، صدقوني ال أخطط لكذبة على اإلطـــاق، لكن ربما كــان يجدر بـي التبرير املسبق لتمرير دراســـة، لذا أرجـوكـم تحملوني، فأنا أكتب لكم وأنــا تحت تأثير قهوة إسبريسو (مــــزبـــ­ـوووووطـــ­ـة) ومــنــســ­وب الــكــافـ­ـيــني مــرتــفــ­ع جـــدًا فـــي دمـــي وكبدي ودماغي. أعود بكم ومعكم إلى محور حديثنا، ماذا قلت في بداية هذا املقال؟ ليس هناك أي نقطة ارتكاز ولست أذكر شيئًا لكن.. ما علينا. مــا أكــثــر الـــدراسـ­ــات الــتــي قـــرأت عـنـهـا مــا بــني الــغــث والــســمـ­ـني، واليوم سوف استعرض معكم دراسة علمية عجيبة أحمل علماءها وباحثيها ودارسيها مسؤوليتها وناقل الكفر ليس بكافر! يقال والعهدة على ذمة مجموعة من علماء النفس اإليطاليني، أن التكلم عن الغير ونقل األخبار والنميمة مع األصدقاء مفيدة وجيدة بالنسبة لألشخاص! وتوصلوا (أخزاهم الله) إلى أن تبادل القيل والقال مع اآلخرين يساعد على توثيق الصلة مع األشخاص املقربني ويرفع من مستويات هرمون االكسيتوسن­ي ويسمى (هرمون الحب) وذلك باملقارنة مع مستوياته في ظل املحادثات العادية. وقـد درس هـؤالء العلماء آثـار القيل والقال على مجموعة من النساء، حيث قالت الدكتورة «ناتاسكيا بروندينو» وهي املؤلفة الرئيسية لهذه الدراسة وأجزم وأبصم بالعشرين أنها أكبر (نمامة) عرفتها البشرية أن لذلك تأثيرًا على الدماغ، ألنها شعرت بالراحة والتقرب من زمياتها بعد الثرثرة. وبعد أن درست بصفتي املتواضعة دراستها (الخربوطية) تلك كخبيرة نفس إنسانية من واقــع تجارب حياتية واجتماعية، توصلت إلـى أن هذه الصفة خبيثة، كما أحب أن أدلي بدلوي وأقول للدكتورة الفاضلة (النمامة) إن القيل والقال و(اللت والعجن) بالكام هي من أسوأ الصفات البشرية وأخسها، فالشخصية النمامة في بعض العاقات التي نتمتع بها تستنزف طاقاتنا بشكٍل أو بـآخـر، وتنغص علينا ِعيشتنا وقد يكون لها األثر في جعل مسار حياتنا يتحول إلى الحضيض من كثر شحن قلوبنا ونفوسنا وأفكارنا بطاقات سلبية وعدائية. وعليه، أرجو ممن يتحدث اللغة اإليطالية بطاقة أن يتفضل مشكورًا ويـرسـل رسـالـة لسعادة الـدكـتـور­ة النمامة الـقـديـرة ويتكرم بتلخيص دراستها بترجمة املثل الدارج عندنا لها والذي يقول وأؤمن به كثيرًا: (من حكى لك حكى فيك) يا سينيورا. ورغم ذلك مجتمعنا اللهم ال حسد مليء بالنماذج التي تنطبق عليها دراستك لكنها ال تفرز بعدها سوى هرمون الكراهية وتزداد العداوت، لذا لدينا من الهم ما يكفينا، (قراتسي) مو محتاجني دراسات. وبغير مناسبة، رزقـــت اخـتـي بـمـولـودة جميلة تشبهني، الـلـه يبارك فيكم. البارحة زارتها صديقة وبعد أن خرجت قلت ألختي: شكر الله سعيها لكن صديقتك هذه (غثيثة)، فأكدت هي على كامي وبعدها شتمتني ثم استغفرت.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia