حسني الشريف أهالوي؟

أعتقد بأن هذا السؤال هو األكثر بحثا على «قوقل» خالل اليومني املاضيني، وأكـثـر تغريدا على «تـويـتـر»، وقـد يصل إلـى «تريند» خــالل األيـــام الــقــادمــة، ألن الــوســط االتــحــادي شـغـال على «أذنه»، تــركــوا كــل شــيء يــخــرج الــنــادي مــن ورطـــة الخسائر واملستويات املتدنية، وســاروا يفتشون عن أهالوية حسني، حتى تطور األمر وأصبحنا كزمالء له نتلقى اتصاالت من خارج الوسط تستحلفنا «حسني أهالوي؟»، وكأن قضية االتحاد الكبرى هي حسني أهالوي أم اتحادي؟ وبت أسأل لو أن شبكة تجسس عاملية أو هكرا دوليا أو أي كائن في كوكب آخر اكتشف صدفة وهو يفتش عن هموم املجتمع السعودي في اإلنترنت، السؤال الكبير حائرا بني أحرف «الــكــيــبــوردات» الـسـعـوديـة، وبــني «مــوبــايــالت» الجمهور الكريم، حتما سيسأل هل امليول الرياضي لحسني الشريف ستغير خارطة العالم الجغرافية؟ أم أن حدثا كونيا سيظهر قريبا. تخيلت أيضا أن املــوضــوع سيكبر أكـثـر وسيصيب وسـائـل اإلعـــالم بالصداع، وستخصص الصفحات اليومية والبرامج الفضائية مساحات كبرى لكشف ميول حسني الشريف، ألن القضية ببساطة ستحل مشكلة االتحاد األزلية وستعيده إلى منصة التتويج. مـــا يـــــدور فـــي أروقــــــة االتــــحــــاد وإعــــالمــــه هــــذه األيــــــام مـــن صراخ وتجييش جماهيري يدعونا ألن نسأل على طريقة القذافي «من أنتم؟»، فعال نقول من أنتم، وأقصد كل من ال يعجبه العجب في االتحاد، وخاصة أولئك املؤثرين والعاشقني الذين يتولون راية الدفاع عن ناديهم، إعالميني ومشجعني، خـارج النادي وداخله، لم يعجبكم فــواز الشريف في املــرة األولــى وهـا هو خــارج أسوار الــنــادي اآلن متفرجا، ليأتي زمـيـل ال يقل مهنية عـن األول، وما إن أعلن اسـتـعـداده لخدمة الـنـادي حتى أثـيـرت القضية الكبرى بغرض تغييره، بعد أن نجحت األولــى. نستغرب كثيرا من هذه الــحــالــة، خـاصـة أن مهمة املـتـحـدث اإلعــالمــي فــي أي جـهـة كانت سواء ناديا أو غيره ال عالقة للميول بنجاحها، فالنجاح يرتهن ملدى مهنيته وأدواتــه اإلعالمية ومستوى استيعابه للمتغيرات في اإلعــالم التقليدي والحديث، وغير ذلـك مجرد «طراطيش» ال تضر بمهمة املتحدث اإلعــالمــي. ومــا يثير الشكوك والريبة هو عدم االلتفات مليول بعض العناصر الفنية، ومنها الكابنت سعد الشهري، الذي جاء من خارج النادي إليمان اإلدارة بأن الرياضة السعودية تمر بمرحلة احتراف كبيرة ال عالقة لها بامليول، وكل األمـر يتعلق بالكفاءة والـقـدرة. وكـون الحرب تـدور رحاها حول املنصب اإلعــالمــي، فـالـحـرب إعـالمـيـة إعـالمـيـة، قـد تنتهي بـ«كل واحد يصلح سيارته». يجب أن يعي الــوســط االتــحــادي خــطــورة املـرحـلـة، فـالـدعـم الذي يجده مـن القيادة الرياضية غير مسبوق، ونــواف املقيرن الذي يـديـر دفــة الــنــادي لــن يــجــدوا أفـضـل مـنـه محبا وداعــمــا وعاقال، رئيس جاء من خارج دائرة الصراع القديمة ال يعرف سوى املحبة للجميع، وأنا على يقني بأنه قادر على تخطي املسألة باجتماع مصارحة إلعالميي االتحاد.