ملاذا نأكل ثالث وجبات في اليوم؟

إذا كانت النصائح الغذائية والصحية تشير لجدوى تناول عدد من الوجبات بكميات صغيرة خالل اليوم والليلة، ما بني ٦ إلى ٢١ وجبة صغيرة، وإذا كان اإلنسان البدائي بالكاد يتناول وجبة واحـدة في النهار إن وجــدت.. فمن أين جاء االتفاق العاملي على تناول ثالث وجبات في اليوم والليلة، ومتى وضعت لها أسماء وتوقيت محدد: في الصباح يتناول جميع سكان الكرة األرضية وجبة تسمى إفطارا، وفيما بعد الظهر وجبة أخرى تسمى الغداء، أما الوجبة التي تتناول مساء فتسمى العشاء. في عام ٠٠٥١م بدأ عدد قليل من الناس في شمال أوروبا بتناول وجبة اإلفطار، بينما استمر اإليقاع ثنائي الوجبة في العصور الوسطى: كـان اإلفـطـار حـوالـي الساعة ١١ صباحا، ويتناولون وجبة العشاء في حوالي الساعة ٥ مساء. ولكن مـع انتقال املـزيـد مـن الـنـاس إلـى املــدن، وعيشهم فيها مع العمل لساعات طويلة متأخرة، تمدد الوقت، بحيث تمكن الناس مـن تـنـاول وجبة العشاء مــرة أخــرى فـي املـسـاء، ليصبح ترتيب الوجبات: إفطار، عشاء، عشاء آخر. هذا يعني أن العشاء يعتبر في القرون الوسطى الوجبة الرئيسية في اليوم، ثم تبع ذلك تقديم إحدى وجبتي العشاء وتغيير اسمها إلى وجبة الغداء. كما ساعدت املدرسة في إحــداث هذا التغيير، حيث ذهب املزيد واملزيد من األطفال إلى املدرسة، وكانت الدروس الطويلة تتطلب تناول وجبة اإلفطار، ومن ثم كان اإلفطار في كل مكان في املدن بحلول عام ٠٠٦١م. فـبـحـلـول عـــام ٠٠٦١م، اتــبــع مـعـظـم الــنــاس روتــيــنــا يــومــيــا هو عبارة عن مجموعة من العادات، حيث غسلوا وجوههم وأيديهم وواظـبـوا على تنظيف أسنانهم عندما ينهضون فـي الصباح، ثم يتناولون طعام اإلفطار ويذهبون إلى املدرسة أو العمل، ثم يدرسون ويعملون مدة تصل إلى ٨ ساعات، يعقب ذلك تناولهم طعام الـغـداء في منتصف النهار بعد أن يـعـودوا إلـى منازلهم، وحــني يحل املـسـاء يـتـنـاولـون الـعـشـاء قبل الـنـوم ويـتـأكـدون من صــوت املنبه الــذي سيوقظهم لتكرار الــروتــني نفسه فـي صباح الــيــوم الـتـالـي، لكن فــي عصرنا أضـيـف لـلـروتـني متابعة مواقع التواصل االجتماعي طوال الليل والنهار وقبل النوم.