محمد بن سلمان في الكويت.. قرون من الشراكة املتجذرة
بزيارة ولي العهد األمير محمد بن سلمان إلى الكويت اليوم (األحـــد)، تستعيد الــذاكــرة املحلية فـي لـؤلـؤة الخليج العربي الــتــاريــخ الـعـمـيـق والــعــاقــة الــوثــيــقــة بــن الــبــلــديــن، إذ اعتبر الكويتيون الزيارة ترسخا لعاقات ضاربة في جذور التاريخ. ولفتت وكالة األنباء الكويتية الرسمية (كونا) إلى أن زيارة ولي العهد إلى الكويت تأتي للمرة الثانية بعد أن زارهـا في مايو 2015 عندما كــان ولـيـًا لـولـي العهد، واستقبله أمـيـر الكويت الشيخ صباح األحمد وكبار املسؤولن، مؤكدة أنها تأتي في إطـار العاقات األخوية بن الكويت والسعودية الضاربة في أعماق التاريخ والجغرافيا، نظرا لقربهما وللترابط الشعبي الــقــائــم بـــن الــبــلــديــن، حــيــث امـــتـــازت الــعــاقــات بـــن البلدين الشقيقن منذ مئات السنن وإلــى الـيـوم بالتكامل والتعاون حتى أصبحت نموذجا للعاقات الدولية ومثاال يحتذى به بن دول العالم. مـن جهته، وصــف نائب وزيــر الخارجية خالد الـجـارالـلـه، في حديثه إلــى الصحفين أمــس (الـسـبـت)، الـعـاقـات السعوديةالكويتية بـ«املتميزة واملتنامية»، مضيفًا «نحن دائما نشعر بالفخر واالعتزاز بتطور تلك العاقات وننظر بإعجاب إلى ما تحقق من إنجازات في اململكة». واستعاد السعوديون والكويتيون تاريخًا حافا بالتعاون بن حكام بادهم، إذ يشير مؤرخون إلى أن العاقة التي ربطت آل صباح بآل سعود عاقة تاريخية وعميقة بدأت في األيام األولى لحكم العائلتن املالكتن، وأن األجداد واآلباء املؤسسن رسموا تاريخًا مشتركًا وتحالفًا عريقًا، مثل نموذجًا في املنطقة. وعــلــى نــهــج اآلبـــــاء املــؤســســن، شــهــدت الــعــاقــات السعوديةالكويتية تطورات كبيرة في مجاالت عـدة، واستعادة «كونا» اتفاقية تسهيل دخول وخروج السيارات بن البلدين واملوقعة فــي 10 يـنـايـر ،1971 وقــيــام مـجـلـس الــتــعــاون لـــدول الخليج الـعـربـيـة فــي 25 مــايــو ،1981 ومــســانــدة الــســعــوديــة للكويت واملــدافــع عـن شرعيتها واستقالها أثـنـاء الـغـزو الـعـراقـي عام ،1990 ورفض اململكة لهذا االحتال واستقبالها لرمز الكويت والقيادة السياسية والحكومة وللشعب على أراضيها، وتقديم املساعدة بكل أشكالها ومساهمتها الفاعلة في تحالف الدول املشاركة بتحرير الكويت من االحتال العراقي. وأكدت وكالة األنباء الكويتية أن الكويت لن تنسى موقف خادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان أميرا ملنطقة الـريـاض بالقول، «كــان خير نصير للقضية الكويتية بترؤسه اللجنة السعودية لتقديم العون واإليــواء للمواطنن الكويتين». وأدى الــتــوافــق االقـــتـــصـــادي بـــن الــبــلــديــن إلـــى املــســاهــمــة في استقرار األسواق النفطية، باعتبار البلدين أكبر منتجن للنفط في العالم، كما أن االتفاقيات املوقعة بن البلدين ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي أدت إلى نمو ورواج حركة الواردات بينهما بمعدالت شبه مستقرة.