Okaz

وحدة املوقف واملصير املشترك

- فهيم الحامد (جدة) @Okaz_online

جاء اختيار ولي العهد األمير محمد بن سلمان ملحطة الكويت في أول زيــارة لـه إليها منذ تقلده منصب ولــي العهد، كرسالة مهمة تعكس متانة وعمق العاقات الثنائية بن الكويت والسعودية، هذه العاقة ممتدة منذ قرون عدة، وقائمة على روابط الدم والدين واللغة والتاريخ واملصير املشترك ووحدة املوقف الخليجي، خصوصا أن الرياض والكويت تلعبان أدوارا مؤثرة على املستويات الخليجية واإلقليمية والدولية، فضا عن خصوصية عاقات البلدين التي تنفرد بمميزات عـدة، مدعومة بانتهاج قيادتي البلدين سياسات تتسم بالعقانية والحكمة في معالجة القضايا وتطابق مواقفهما فـي مجمل األحـــداث اإلقليمية والــدولــ­يــة، فضا عـن تـوافـر الرغبة الصادقة في تقوية هذه العاقات واالرتقاء بها إلى آفاق أوسع من التعاون الثنائي الذي يعود باملنفعة على الشعبن الشقيقن. وتجسد زيـــارة ولــي العهد للكويت أيـضـا الـعـاقـات الـراسـخـة بن قــيــادتـ­ـي الـبـلـديـ­ن الـلـتـن تــحــرصــ­ان عـلـى تـعـزيـز الـعـمـل الخليجي املشترك وتقوية الـتـعـاون اإلستراتيج­ي بـن البلدين. لقد تميزت أنماط عدة من التعاون املشترك، إال أن هذه العاقات ازدادت رسوخا فـي ظـل وجــود تناسق وتناغم بـن سياسات البلدين التي تتركز حول تحقيق املصلحة الوطنية والعربية واالسامية. وقد جاءت األحداث في الخليج العربي، بدء ا بالثورة اإليرانية وانتهاء بالغزو العراقي للكويت، لتخلق موقفًا متقاربًا بن الدولتن، بل وتضيف بعدًا جديدًا من أبعاد التنسيق اإلستراتيج­ي بينهما. كما لديهما الفهم الكامل للتهديدات التي تواجههما، خصوصا ما يتعلق باإلرهاب والتدخات اإليرانية، وضرورة تماسك املوقف الخليجي، وعــدم السماح ألي جهة محاولة تخريب هـذا التماسك واإليقاع بن دول الخليج، وهو الدور الذي يمارسه النظام القطري، ولهذا فـإن التنسيق بن البلدين ينطوي على أبعاد إستراتيجية وجيوسياسية تتعلق بنظام األمـن اإلقليمي ومستقبله، وبتعزيز الـعـمـل الـعـربـي واإلســامـ­ـي املـشـتـرك ومـنـع الـتـدخـات فــي الشؤون الـداخـلـي­ـة ومـكـافـحـ­ة االرهــــا­ب والــتــطـ­ـرف وتـكـريـس منهج وسطية التسامح واالعتدال. وبزيارة ولي العهد تدخل هذه العاقة التي امتدت من عام 1981 إلى تاريخ الغزو العراقي للكويت عام ،1990 مرحلة فاصلة، حيث بدت أهمية كل من الدولتن لألخرى. فالكويت أدركت مدى أهمية الـسـعـودي­ـة كعمق إستراتيجي لـهـا، خصوصا بعد نـجـاح الثورة اإليــرانـ­ـيــة وتطبيقها مــا يــعــرف بـسـيـاسـة تـصـديـر الــثــورة، وزادت األهـمـيـة بـعـد انـــدالع الــحــرب الـعـراقـي­ـة اإليــرانـ­ـيــة، وتـهـديـده­ـا ألمن واستقرار املنطقة. لقد أدرك البلدان ضــرورة تنسيق الجهود ملواجهة املتغيرات في املنطقة، خصوصا أن الرياض والكويت أعضاء في مجلس التعاون الــخــلــ­يــجــي، كـمـنـظـمـ­ة إقـلـيـمـي­ـة ذات أبـــعـــا­د ســيــاســ­يــة واقتصادية وعسكرية.. ويرتبط البلدان بعاقات خاصة على الصعيدين الرسمي والشعبي، فالتاريخ يعود بهذه العاقات إلى ماض بعيد وأبعاد عدة لها في كـل جانب دالئــل واضـحـة تشير إلــى حجم التعاون وأريحية الود والصداقة التي تربط بن البلدين الشقيقن. وإذا كان لألرقام داللة في مسيرة العاقات بن الدول فإنها في مسيرة العاقات السعودية الكويتية حقائق ثابتة، ثبات املبادئ التي تؤمن بها قيادتا البلدين، عاوة على الروابط التقليدية التي تجمعهما وكثير غيرهما مثل وحدة الدين واللغة وروابط الدم والعرق والجوار. ويـؤكـد ثبات العاقات السعودية الكويتية سيرها بخطى ثابتة مـدروسـة من حسن إلـى أحسن عبر الـزمـان وعلى امـتـداد تاريخها الطويل املمتد ألكثر من قرنن ونصف من الزمن، ووفق ما أعلنته وكـالــة األنــبــا­ء الكويتية أن ولــي الـعـهـد، األمــيــر محمد بــن سلمان، سيلتقي خال الزيارة أمير الكويت الشيخ صباح األحمد الصباح، وولـي العهد الشيخ نـواف األحمد، كما سيجري محادثات رسمية مع املسؤولن الكويتين تتعلق بتعزيز العاقات بن البلدين. خاصة القول «العاقات السعودية الكويتية.. أعمق من املحيط... مصير مشترك ووحدة موقف».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia