روت تفاصيل ما أظهرته الكاميرات وإفادات زمالئه
أم غريق «النموذجية» تكشف لـ كيف عثروا على جثته أسفل املسبح؟
كشفت أم طفل االبتدائية محمد سامي الحربي، الذي لفظ أنفاسه غريقا في مسبح املدرسة النموذجية األولى بجدة، لـ «عكاظ» أن ابنها لم يكن يراقبه أحـد خـالل حصة السباحة، لـذا لم يالحظه أحد عندما غرق، سوى أحد زمالئه الذي افتقده بالصدفة وأصر على البحث عنه، األمر الذي استغرق عدة دقائق، كان فيها ابنها أسفل املسبح غريقا. وقالت األم كان ابني يلعب مع زمالئه في املسبح، فيما مدربهم غائب؛ إذ ذهب لتحضير طالب فصل آخر للحصة الجديدة، وترك الصغار وحدهم بال رقابة، ليغرق ابني في املاء، ولم ينتبه لغرقه أحد من رفاقه الصغار، إذ من الطبيعي أن يكون كل منهم منشغال بنفسه في هذا التوقيت. وبـيـنـت أن الــصــدفــة قـــادت زمـيـلـه إلـــى أن يـتـفـقـده، إذ بـحـث عنه خارج املسبح فلم يجده، عندها توقع أن يكون داخل املسبح، ليتم اكتشاف األمر أنه غريق أسفل املاء، الفتة إلى أن الكاميرات تؤكد ذلك. وفيما رددت األم املكلومة عبارة «حسبي الله ونعم الوكيل»، أكدت أنها وزوجها لن يسامحا من تهاون في حق ابنها، فهو ضحية استهتار كـــادر علمي كـامـل وإدارة تـتـهـاون فــي أرواح األبرياء، مشددة على أن األسرة لن تتنازل عن حقها حتى يظهر املخطئ، حماية لبقية الــطــالب مــن أي إهــمــال حتى ال يتعرضوا ملثل ما تـعـرض لــه ابـنـهـمـا، ومـعـاقـبـة مـديـر املــدرســة الـــذي قــال إن وفاته كانت نتيجة هبوط حــاد فـي الـــدورة الدموية وليس غـرقـًا، (في إشارة لبيان مزعوم متداول على مواقع التواصل إلدارة املدرسة لم تتأكد «عكاظ» من مصدره وال من موثوقيته). وتعتقد والدة محمد، التي كانت أما لـ 6 أبناء قبل أن تفقد ابنها فــي الــحــادثــة، أن آالمــهــا مـضـاعـفـة، ألنــه سـبـق أن تـجـرعـت مرارة تعلم السباحة، «كــدت أفتقد أحــد أبنائي فـي وقــت سـابـق، خالل ممارسته السباحة في أحد األندية، ولوال لطف الله لسبق محمد، إذ غرق ودخل العناية املركزة، ونجا بفضل من الله، لكن محمد لم ينج». واستنكرت األم التي تعمل معلمة في مدرسة خاصة، غياب املتخصص في عمليات اإلنقاذ واإلسعاف في املدرسة، إذ إن اإلنعاش الرئوي البنها لم يتم إال عن طريق الهالل األحمر، الذي من الطبيعي أن يحضر بعد عـدة دقائق كفيلة بـأن يموت فيها مـن يتعرض ألي حــادث مـن هــذا الــنــوع، وقـالـت «حــاولــوا إنقاذه وإنعاشه، لكن كيف ينعشون من غرق تماما؟!». واتهمت إدارة املدرسة بالتقصير وقالت «كيف سمحوا ألنفسهم بــإنــشــاء مــســبــح ال تــتــوافــر فــيــه أبـــســـط أبـــجـــديـــات الـــســـالمـــة، من املسؤول عن هذا اإلهمال؟، أهو شخص واحد، أم مجموعة يجب أن يحاسبوا ليكونوا عـبـرة لـآخـريـن؛ ألن األرواح ليست لعبة، واألطــفــال أمــانــة يـجـب أن يصونها مــن يستطيع صيانتها أما االستهتار فال أعتقد أن له مكانا في املدارس». واســتــرجــعــت األم شــريــط الــيــوم األخــيــر مــن حــيــاة ابـنـهـا محمد، وقالت «كنت يوميا أجد صعوبة في إيقاظه للمدرسة، إال في هذا اليوم، فهو كان سعيدا بحصة السباحة التي يحبها، وأعد العدة لها مبكرا، وقبل يدي قبل مغادرته املنزل، وكله سعادة، ولم أتوقع أال أشاهده مرة أخرى إال جثة هامدة». وتصف األم فقيدها بأنه كان فراشة في املنزل، يمارس مع إخوته هوايته املفضلة «الباليستيشن»، ويحب اللعب مع أخيه األصغر مهند، ولديه الكثير من املـهـارات خاصة كـرة القدم، فهو مشجع اتـحـادي وكــان يحلم أن ينضم عندما يكبر للنادي، لكنه القدر الذي غيبه عن حلمه، وال راد لقضاء الله. وبـيـنـت أن أخـــاه األكــبــر ولــيــد 9- ســنــوات- الـــذي يـــدرس مـعـه في املــدرســة نفسها، فــي الـصـف الــرابــع، بــات عــازفــا عــن الــذهــاب إلى املـدرسـة، ألنها تذكره بجثة أخيه، فهي املتسببة حسب رأيــه في وفاة أخيه األصغر.