اإلنسي يقول للجنّي
ذات مــــســــاء هـــــــادئ، كــنــت أشـــعـــر بامللل فجلست أمــام التلفاز، وبيني وبينكم ال أدري من الذي كان منا يشاهد اآلخر، املهم رحــت أقلب في القنوات كما تقلب فنان العرب على جمر الغضى، وتنقلت فيما بينهم إلى أن استقررت عند قناة SBC السعودية. كــان يـعـرض فــي حينها بـرنـامـج مـسـابـقـات غنائية واسـمـه «نـجـم الـسـعـوديـة»، وهــو مختص باكتشاف املــــواهــــب الــغــنــائــيــة الـــســـعـــوديـــة فـــقـــط، وإلعجابي بـهـذا الـتـقـدم املـلـمـوس اعـتـبـروا هــذه دعـايـة مجانية للبرنامج مع جزيل الشكر والتقدير لألستاذ داوود الـشـريـان وجميع القائمني على قــدم وســاق إلنجاح هذه القناة. شــدنــي جـــدًا أن الــبــرنــامــج يــعــد األول مــن نــوعــه في اململكة العربية السعودية، وبطاقم عمل ومشاركني ولجنة تحكيم ومنظمني سعوديني، وهذا بحد ذاته يعتبر نقلة نوعية وقفزة تقدمية عن زمن الصحوة الكـتـشـاف املــواهــب املـدفـونـة «مــنــذ مـبـطـي»، وتقديم الـفـرص للشباب والـشـابـات املـوهـوبـني واملوهوبات ليحققوا حلمهم ويصبحوا نجومًا فـي سماء الفن والغناء. أمــا عـنـي، فــال أغـنـي إال مثلكم فــي ذاك املــكــان «اللي انتم خابرينه»، وبعد االندماج مع الصدى وطبقات صوتي ما بني ارتفاع وانخفاض على السلم املوسيقي الذي جبت «عاليه واطيه»، أتذكر الخبث والخبائث وأتعوذ بالله منهم ثم «انطم». وألنـــي مـصـدعـة، أرجـــو مــن أي قـــارئ غثيث تفكيره متوقف، يقرأ مقالي هذا وال يعجبه، أال يكمل قراءة هذا املقال ويكتفي ببرامج البث الواقعي التي تعجبه، ويستمع للشيالت التي تطربه، وال يغثنا. فنحن سعيدون جدًا بهذا التطور امللحوظ والتنوير الذي انتشل مجتمعنا من ظلمات الصحوة إلى النور، وأصبحنا نعيشه واقـعـًا فـي شتى مـجـاالت الحياة، ومـــا يـعـزيـنـا فــي مــا مــضــى مــن الــســنــوات الغابرات املاضيات املثل الذي يقول: إن تصل متأخرًا خير من أال تصل أبدًا. وأعتقد أننا قد اكتفينا «فلسفة» من بعض املتفلسفني املتطرفني الـذيـن حـرمـوا علينا فـي الـزمـانـات أبسط مقومات الحياة الطبيعية وسرقوا منا مباهجها. لـذا يا عزيزي الصحونجي الفاضل، إذا كنت تراها بــرامــج مـقـلـدة وذات طــابــع تـغـريـبـي، فــــأوال مــا أحد غاصبك عليها، وثانيًا أغـرب عن عقلي الله يعافيك وال تناقض نفسك، فكل شــيء فـي حياتك مـن صنع الغربيني، جات على البرامج يعني ؟! جـهـاز الـتـلـفـزيـون نفسه الـــذي تـشـاهـد مــن خـاللـه ما