الكويت وصرير فئران البيت!
ملفت هو البيان الـذي أصدرته الحكومة الــكــويــتــيــة أمــــس األول مــعــلــنــة فــيــه أنها تأسف للمعلومات املغلوطة التي تداولتها عناصر ومجموعات كويتية في وسائل التواصل حول نتائج زيارة سمو ولي العهد األمير محمد بن سلمان. ملفت ألنه يشير بوضوح إلى مدى الضجر واالستياء الـــــذي وصــلــت إلــيــه الــســلــطــات الــكــويــتــيــة مـــن أالعيب ومشاغبات «فئران البيت الكويتي» التي تحاول بكل طاقتها وخبثها وأمــــوال داعـمـيـهـا مـنـذ فـتـرة طويلة توتير العالقات بني البلدين انصياعًا إلمالء ات قطرية وأخرى إيرانية تريد تفجير املنطقة. فئران البيت الكويتي -ملـن ال يعرفها- هي باختصار شديد عبارة عن مجموعات معادية للدولة الكويتية من الـداخـل أبـرزهـا «مجموعة منتمية عقديا لتنظيم اإلخـوان وبعض التنظيمات اإلرهابية املتفرعة عنه»، و«مجموعة أخرى متشبعة بالخيانة والعمالة لنظام الــولــي السفيه فــي طــهــران»، و«مـجـمـوعـة ثـالـثـة يمكن تسميتها بـــ«فــرقــة املــرتــزقــة والــدربــاويــة» وهــي تضم عناصر بال كرامة أو مبدأ تعيش على االرتزاق من كيس الفأر الوكيل لتنظيم الحمدين في الداخل الكويتي»، وسـبـب ميلي لـوصـف كـل هــؤالء بــ«فـئـران البيت» هو التفريق بينهم وبني مطاريد تنظيم اإلخوان املشتتني بني قطر وتركيا وبقية أصقاع األرض والـذيـن يصح وصفهم بـ«فئران الحقل». حاول تنظيم الحمدين في قطر منذ انطالق شرارة ما سمي بالربيع العربي أن يحرك فئران البيت الكويتي لإلطاحة بقيادة البالد، وسخر أمواال طائلة في سبيل ذلـــك، ونــجــح فــي شـــراء بـعـض الـبـرملـانـيـني الكويتيني وتحريك مظاهرات واعتصامات حاشدة في الشوارع أثارت الفوضى وأساء ت ألمير البالد واقتحمت مجلس األمـة وهـو الحدث الـذي وصفه الشيخ صباح األحمد حينها بـأنـه «يــوم أســود فـي تـاريـخ الـكـويـت»، قبل أن يأمر قـوات الحرس الوطني واألجهزة التابعة لوزارة الداخلية بالتحرك وأخذ كل التدابير الالزمة للحفاظ على أمــن واسـتـقـرار الــبــالد، وبالفعل تمكنت القيادة الكويتية مــن عـبـور عنق الـزجـاجـة وإحــبــاط املخطط القطري، وإحـالـة عـدد من الفئران للمحاكمة وطمأنة الكويتيني بأن الوضع تحت السيطرة. لــكــن مــع إعــــالن الــــدول الــداعــيــة ملـكـافـحـة اإلرهـــــاب عن مقاطعتها للنظام الـقـطـري، وبــدء وسـائـل اإلعــالم في كشف املؤامرة القطرية، نشطت فئران البيت الكويتي بــإيــعــاز مـــن الـــدوحـــة مـــجـــددًا وبــــــدأت بــالــضــغــط على الحكومة علنا وبكل قـوة لدفعها إلـى االصطفاف مع تنظيم الحمدين، لكن حكمة القيادة الكويتية لم تتح لفئران البيت التالعب به، فهي تعرف جيدا مدى خبث الــنــظــام الــقــطــري وتــربــصــه بــهــا، وتــــدرك أن عالقاتها بأشقائها ومحيطها أعـمـق بكثير مـن أن يـؤثـر فيها صرير الفئران وهو األمر الذي أحبط مخطط القطريني مرة أخرى. وبالطبع جاء االحتفاء الكويتي الكبير قبل أيام بزيارة سـمـو ولـــي الـعـهـد األمــيــر مـحـمـد بــن ســلــمــان، كضربة مــؤملــة جـــدا عــلــى رؤوس فـــئـــران الــبــيــت الــكــويــتــي، ما دفعها للطعن في القيادة الكويتية بإشاعة معلومات مـغـلـوطـة حـــول نـتـائـج الـــزيـــارة، ولـــن تــكــون هـــذه آخر حفالت الصرير.