عذر أقبح من ذنب !
قرأت في اآلونة األخيرة في جريدة عكاظ وغيرها مـن الصحف املحلية أنــه سيتم -إن لـم يكن قـد تمإلغاء تاريخ نهاية الصالحية على بعض املنتجات الــغــذائــيــة ســريــعــة الــتــلــف مــثــل األلـــبـــان والدونات ونــحــوهــا بـحـجـة مـنـع الــهــدر الـــذي ارتــبــط بنهاية تــاريــخ الصالحية مما أدى ويـــؤدي إلــى عــدم بيع املنتج الذي تجاوز التاريخ املسجل عليه بني اإلنتاج وانتهاء الصالحية، وقـد تريثت في التعليق على هـذا األمــر لظني بوجود لبس فيه غير مصدق أن هيئة حماية املستهلك ومن ورائها وزارة التجارة لن تسمح بمثل هذه الخطوة الخطيرة املؤثرة على صحة املستهلكني. ولكن حسب صحيفة مكة املكرمة فـإن اتصاالتها باملسؤولني بهيئة حماية املستهلك لم يسفر عن أي تجاوب أو رد على ما لديها من استفسارات حول ما نشر عن إلغاء انتهاء الصالحية حسب ما نشر بعددها الصادر في يوم .ـه1440/01/15 لذلك فإنني أعلق على ما نشر بأن املبرر الذي بني عليه قـــرار إلــغــاء وضــع تــاريــخ النـتـهـاء صالحية املنتج الغذائي وهو وقف الهدر للمنتج املنتهية صــالحــيــتــه هــــو مـــبـــرر واٍه وغـــيـــر مــقــبــول خلقًا ونــظــامــًا، فـهـل يـتـم تــفــادي الــهــدر بتحويل بطون املستهلكني مكانًا الستقبال مواد غذائية قد تكون منتهية الصالحية حيث ال يـوجـد عليها تاريخ يــوضــح أنــهــا لــم تـــزل صــالــحــة لــالســتــخــدام أم أن صالحيتها قد انتهت قبل أيـام أو أسابيع، وملاذا ال تـفـكـر الــشــركــات املـنـتـجـة لـتـلـك املــــواد الغذائية بوسائل أخــرى لـوقـف الـهـدر مثل دراســـة الحاجة الفعلية لـأسـواق وعــدم إنـتـاج كميات تزيد على تلك الحاجة وملـاذا يتم إغـراق السوق باإلنتاج ثم الشكوى من الهدر ليكون العالج غير أخالقي وغير صحي وهــو تمرير املنتج على املستهلك خاليًا مــن الـتـاريـخ املــوضــح النـتـهـاء صالحيته مــع علم تلك الشركات وحماية املستهلك ووزارة التجارة أن العديد من املنتجات الغذائية قد تتلف خالل ساعات من عدم توفر وتخزين جيد بل إن تلفها مؤكد حتى مع التخزين الجيد لتفاعلها كيميائيًا خـالل فترة زمنية مـحـدودة، ومـن أيـن جـاءت هذه الفكرة الغريبة والخطيرة في آن واحد وهل سنرى إلــغــاء تــواريــخ اإلنــتــاج وانــتــهــاء الـصـالحـيـة على مــواد غذائية أخــرى تعتبر أقـل تلفًا وأطــول عمرًا مــن األلـــبـــان واألجـــبـــان والـــدونـــات وأنـــــواع أخرى مــن الـحـلـويـات لنعود إلــى زمــن كـانـت فيه بعض املـعـلـبـات تبقى فــي أرفـــف الـبـقـاالت حـتـى تنتفخ، بينما تبقى أكياس األرز والدقيق والحبوب حتى يغزوها السوس األحمر واألسود واألبيض إن هذا لشيء عجاب!