كيف نواجه احلرب اإلعالمية؟
األمر واضح وجلي ومؤكد أن هناك حملة إعالمية مستمرة وممنهجة ضد اململكة للتشكيك في جدية وصحة برامجها الـتـنـمـويـة الـضـخـمـة الــتــي تتضمنها رؤيـــة ،2030 حملة وراءهـــا آلــة إعالمية كبيرة فـي بـلـدان عـديـدة تـصـرف على إدارتـهـا مبالغ ضخمة، ومـن أجلها تـم تجنيد العديد من وســائــل اإلعـــــالم، بـعـضـهـا مــقــروء ومــســمــوع عـلـى مستوى العالم ولها شهرة كبيرة تجعل الناس يعتبرونها مصدرًا موثوقًا. هذا االختراق اإلعالمي الواسع الذي يتم بواسطة املال له هدف خبيث يريد ترسيخه لدى الداخل والخارج بأن هناك ارتباكًا في قراراتنا أو تعجال، وأن منسوب الشفافية بني الدولة واملواطن غير ما يقال ويتم إعالنه. خــالل هــذا األسـبـوع نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الشهيرة خبرًا مغلوطًا مـفـاده أن اململكة علقت العمل في مــشــروع الـطـاقـة الشمسية بـالـشـراكـة مــع مجموعة سوفت بنك البالغة تكلفته 200 مليار دوالر، لكن وكـالـة األنباء الـسـعـوديـة نــشــرت تـصـريـحـًا ملــصــدر مــســؤول فــي صندوق االستثمارات العامة يؤكد أن خبر الصحيفة غير صحيح وأن املشروع يمضي وفق ما هو مخطط له. مثل هذا الخبر املغلوط ليس األول فقد تابعنا أخبارًا سابقة مماثلة، لكن األســـوأ عندما يتم تـداولـهـا واملــبــادرة إلــى التعليق عليها ونقاشها في مواقع التواصل االجتماعي لدينا دون التأني ملـعـرفـة حقيقتها، وســبــب ذلـــك أن لـديـنـا لــأســف مــن يريد ترويجها انطالقًا من أجندة مناهضة للوطن، وبعض آخر يتداولها بسذاجة ال تعي خطورة نتائجها. نحن إزاء حملة إعالمية معادية ضخمة ومنظمة تقودها دول وتنظيمات تدفع عليها أمواال طائلة، وهذا ما يتطلب بــالــضــرورة وعـيـًا وطـنـيـًا ملـواجـهـتـهـا، ويتطلب أيـضـًا أداء متفوقًا ألجهزتنا اإلعالمية الرسمية وغير الرسمية، أداء مـؤثـرًا على الصعيد الداخلي والـخـارجـي، وليس كما هو الحال عليه اآلن.