اململكة ومؤشر االبتكار العاملي
يقول آنشتاين، إن «الخيال أهم من املعرفة»، والخيال هو املحفز األول الــيــوم لالبتكار، واالبـتـكـار هـو الـقـادر على توليد املعرفة ودمجها في منظومه االقتصاد واإلنتاج املستدام. في عام 2015 خرجت «آدا لي تونج»، التي كان عمرها آنـــــذاك ال يــتــجــاوز 15 ربــيــعــًا، بــفــكــرة جــديــدة لتشجيع أقــرانــهــا مــن الــشــبــاب الـصـيـنـي عـلـى االهــتــمــام بمصادر الـطـاقـة املــتــجــددة، واقـتـرحـت آنـــذاك بـنـاء مــزرعــة للطاقة الشمسية على شكل «باندا»، وتقدمت بهذه الفكرة خالل مؤتمر لـأمـم املـتـحـدة حــول الـشـبـاب فــي بــاريــس، ورغم التندر الـذي قوبلت به الفكرة في بداية طرحها، شأنها شأن كل مقترح غير اعتيادي، إال أن الصبية أصرت على املضي قدما في فكرتها وطرحها على برنامج التنمية التابع لأمم املتحدة ،)UNDP( التي قامت من جانبها بتقييم واختبار الفكرة، وقـامـت بتبنيها بالشراكة مع مـجـمـوعـة لـلـطـاقـة الـشـمـسـيـة، وتــعــاونــت هـــذه األطــــراف الثالثة على تنفيذ الفكرة وبالتالي تم بناء أكبر مجمع للطاقة الشمسية وتحقيق فكرة ورؤية املراهقة الصينية بــالــكــامــل. لـــم تـنـتـه هـــذه الــفــكــرة عــنــد هـــذا الـــحـــد، بـــل إن مجموعة «جرين باندا» قامت باقتفاء أثر هذه التجربة الناجحة وإقامة محطة أخرى للطاقة الشمسية بمساحة 248 فدانا، تبدو صورتها من الجو كالباندا املبتسمة، وفــي هــذا السياق تعمل الحكومة الصينية واملجموعة املذكورة على بناء 99 مجمعًا شمسيًا، ويتطلب املشروع إنفاق 3 مليارات دوالر في مرحلته األولى. اليوم، ثمة إجماع على أن االبتكار هو رأسمال املستقبل، وفــي اعــتــقــادي أن تحسني تـراتـبـيـة املـمـلـكـة عـلـى مؤشر االبــتــكــار الــعــاملــي GII يـمـثـل تــحــديــًا لــقــدرة مؤسساتنا التعليمية التي تركز على املعارف أكثر من املهارات على دعم االبتكار لتحقيق تقدم في هذا االتجاه وبناء مجتمع بشري يتسم بالخيال لخلق بيئة آيكولوجية قادرة على تحقيق أهـــداف رؤيـــة ،2030 واعـتـمـاد االبـتـكـار كواحد من املؤشرات لقياس أداء مؤسساتنا التعليمية لتحقيق تقدم حقيقي في هدا االتجاه.