العقلية امليليشياوية
كعادتها تأبى امليليشيا االنقابية في اليمن إال أن تثبت عمالتها ووحشيتها ومـجـافـاتـهـا ملـعـايـيـر اإلنـسـانـيـة التي يتمسك بـهـا جميع أطــــراف النزاعات عــلــى مــســتــوى الـــعـــالـــم، فــفــي كـــل يوم نــرى أفـعـاال تصدر مـن هــذه العصابة املـجـرمـة تـؤكـد العقلية امليليشياوية الــبــغــيــضــة الـــتـــي تــتــحــكــم فــيــهــا وفي قراراتها. ولــــعــــل مـــــن آخــــــر دالئــــــــل التصرفات الاإنسانية للحوثيني، تعليق منظمة األمــم املتحدة للطفولة (اليونيسيف) عــمــلــيــاتــهــا لـــلـــمـــســـاعـــدات اإلنسانية لــــألطــــفــــال فـــــي الــــيــــمــــن، بـــســـبـــب منع املـيـلـيـشـيـات الـحـوثـيـة لـهـا مــن إنشاء مركز اتصال في املناطق التي تسيطر عليها. إن هـــــــذه الــــســــلــــوكــــيــــات االنتقامية املـوجـهـة لكافة الشعب اليمني، التي يـقـوم بها الـحـوثـيـون، تـؤكـد مـا كانت الـــحـــكـــومـــة الـــشـــرعـــيـــة ودول العالم املتحضر تقوله باستمرار من أن هذه امليليشيا اإلرهــابــيــة لـيـس لـديـهـا أي حـــس بــاملــســؤولــيــة تــجــاه األشخاص املــوجــوديــن فــي مناطقهم، خصوصا األطـفـال، الذين يجعلونهم وقــودا في مــحــرقــة الـــحـــرب الـــتـــي يــصــطــلــي بها الـشـعـب الـيـمـنـي مــن وراء سياساتهم الــخــرقــاء، والــذيــن يـجـرونـهـم لخوض املــواجــهــات الـعـسـكـريـة دون إحساس بــــــأي وخـــــــزة ضـــمـــيـــر تــــجــــاه الــــبــــراء ة والطفولة. ولــــــم تـــكـــن هــــــذه الـــعـــمـــلـــيـــات املعيقة لعمل إحـــدى منظمات األمـــم املتحدة اإلنــســانــيــة، الــوحــيــدة الــتــي تــقــوم بها الجماعة الطائفية املتوحشة تجاه مد يد العون لليمن، إذ سبقها الكثير مما يندى له الجبني، من سرقة للمساعدات اإلغاثية، واالستياء على مقرات العمل اإلنساني، وتحد للشرعية الدولية. آن لليمن أن يتخلص مــن املتاعبني بــمــصــيــر أبــــنــــائــــه، وســــــارقــــــي أعمار األطـــفـــال، لـيـكـون الـيـمـن كـمـا يـجـب أن يكون، يمن اإلنسانية واملحبة.