تطوير دورات املياه في املشاعر
تـجـد جـهـود اململكة املــقــدرة واملـتـواصـلـة بـقـيـادة خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده األمير محمد بن سلمان، لخدمة الحرمني الشريفني واملـشـاعـر املـقـدسـة، اهتمامًا دوليًا كبيرًا ويقابلها جميع املسلمني بمزيد من االحترام واالمتنان، حيث تتوالى املشاريع واألعـــــمـــــال الــعــظــيــمــة، وتـــنـــفـــذ األفكار البناءة، وتنجز املهام التي تهدف أوال وأخيرًا لجعل رحلة فريضة الحج أو الـعـمـرة مـيـسـرة ومـريـحـة وخاضعة للتنظيمات األمنية واإلداريـــة التي تــكــفــل ســـامـــة وطــمــأنــيــنــة ضيوف الـــرحـــمـــن، فــنــحــمــد الـــلـــه عـــلـــى هذه الــــنــــعــــمــــة، وبما تــــــــحــــــــقــــــــق مـــــن نــجــاح ملوسم حــــج 9341هـــــــ ومــــــــــــــــا ســــبــــقــــه مــــــــــــن مــــــــــواســــــــــم، ونـــســـألـــه التوفيق لــتــحــقــيــق املــــزيــــد، فهذه الدولة تسخر إمـكـانـات بشرية ومادية هائلة لتطوير الخدمة عامًا بعد آخر، فضا عن أنها تملك عزيمة للوفاء بشرف رعـايـة أقــدس بقاع األرض. ومن باب املشاركة بالرأي، وحرصًا على التواصل الفكري الذي ينبغي أال ينقطع لتحسني الخدمات املقدمة لحجاج بيت الله الحرام، أرفع هذا االقتراح للهيئة امللكية لتطوير مكة املكرمة واملـشـاعـر املـقـدسـة، بــأن تــدرس فـكـرة استبدال دورات املياه الحالية السطحية وأماكن الوضوء في املشاعر املــقــدســة، والــتــي تــقــدر أعـــدادهـــا بـــــاآلالف وتــشــغــل مساحة كبيرة من سطح األرض، بأخرى عصرية وكافية، تقام تحت األرض، مثل القائمة حاليًا في الساحات الخارجية للحرمني الشريفني، وتراعى فيها متطلبات الحقوق اإلنسانية لكبار السن والنساء واألطـفـال بالدرجة األولــى لقضاء حاجتهم الـطـبـيـعـيـة فـــي كـــل األوقــــــات بــكــل راحــــة ويـــســـر، وأن تكون مستوفاة لشروط صحة البيئة ولصحة اإلنـسـان، وتحقق أهداف برامج ومبادرات رؤية اململكة )2030( والتحول الوطني )2020( الخاصة بجودة الحياة واستدامة البيئة، ومتطلبات رعاية وخدمة الحجاج. وبــــاخــــتــــصــــار.. أســـتـــطـــيـــع تـــحـــديـــد الفوائد بالتالي: - االسـتـفـادة مـن أمـاكـن الـــدورات الحالية فــي إضــافــة خـيـام جــديــدة، فلو فرضنا أن لــديــنــا فــي املــشــاعــر املــقــدســة )35( ألــف دورة مـيـاه، تحتل آالف األمتار من مشعري منى ومزدلفة، واللذين يــــعــــانــــيــــان أصـــــــــا مـــــن محدودية املساحة، فإن نقل هذه الــدورات إلى تـحـت األرض وإنــشــاءهــا بأساليب عمرانية حديثة وعصرية تتفق مع متطلبات الـسـامـة وحـمـايـة البيئة وتـــحـــقـــق احـــتـــيـــاجـــات كــــبــــار السن والنساء واألطفال من عامة الحجاج؛ وهي الفئات األكثر تواجدًا في الحج، سيتحقق بــــإذن الــلــه تـوفـيـر مساحات يمكن تحويلها ملئات مـن الخيام لسكن الحجاج. - تصميم وإنشاء هذه املرافق الحيوية تحت األرض، وإدارتـهـا وتشغيلها بالتقنية الحديثة، سيسهل زيــادة أعــدادهــا بالحجم الــذي يتناسب مع أعداد الحجاج، خاصة في مشعر منى أيام التشريق. - وجــود دورات املـيـاه تحت األرض يسهل الحفاظ عليها مــن الـعـوامـل البيئية الـتـي قــد تضرها طيلة الــعــام.. وذلك بإغاقها بعد إجـــراء الصيانة الـضـروريـة لها بعد موسم الحج مباشرة.