Okaz

تركي آل الشيخ والصبر اجلميل

-

وعـت عيني الرياضة منذ بـدأ يخط الـشـارب، وعاصرتها نحو 50 عاما ضــاعــت ويـــا الـــزحـــ­ام املـــــرو­ري واملــعــي­ــشــي، كـنـا نـبـحـث عــن لـقـمـة العيش باملجهر، وإذا وجدناها نعض عليها بالنواجذ. وأما أفخم أدوات الترفيه فكانت أحد أمرين، إما مباراة كرم قدم نشاهدها في مجلس البشكة، أو املـقـهـى «نــضــرب» فـيـه بـــراد أبـــو أربــعــة أســـود حـــاه بـوسـطـه وال برا، كـمـا يـحـب الــبــعــ­ض، وكــانــت املـشـكـلـ­ة تــأتــي عـنـدمـا يـحـني وقـــت الحساب مــني يـدفـع األربــعــ­ة قـــروش، واألدهــــ­ى إذا واحـــد قــل عقله ودخـــن الـلـي ما تتسماش الشيشة، الله ال يبلى أحد وال اثنني بها، معناه حتخر املجموعة متضامنة شـاءت أم أبت النص ريـال، وال عم عبدو القهوجي يقلهم فني يـوجـعـك بـالـلـسـا­ن طـبـعـا، إضــافــة إلــى أن الـنـص هــذا يــا لطيف شــي يهز املـيـزانـ­يـة، قـصـره وإذا رحـنـا للملعب الـلـه يعينك الــدف مـن شمالك وعن يمينك، وتسمع الخليط من الغناء الشعبي إلى بعض العبارات النشاز، وهكذا تنتهي املباراة وال تنتهي في البيت واملقعد «الديوانية» والشارع واملقاهي، وهـات فني يوجعك يا راعـي الفريق املغلوب، ومـع هـذه الروح بكل شعبويتها وبساطتها وبعض نشازها قامت ونشأت وحدات ترعاها وكانت البدايات متواضعة ثم تطورت الجهات املسؤولة عن الرياضة، على مراحل عدة، حتى سميت هيئة الرياضة يرأسها مسؤول برتبة وزير، ولـقـد عـاشـت أجـيـال عــدة تـطـورت فيها الـريـاضـة ونـمـت، وكــل مـن استلم دفتها أدى واجتهد وقدم ما يمكن، حتى عني األستاذ تركي آل الشيخ الذي نفض الغبار والذي لم يقلب طاولة الروتني، بل رمى بها، وحبيب قلبها الروتني في سال مهمات الكسالى واملنظرين، وجعل املبادرة والتنفيذ أمام عربة التفكير البطيء، والقرار املتردد واألفكار التي هي محلك راوح، أشـعـل روح املنافسة فــي أروقـــة صــوالــني الــريــاض­ــة، بـــدءا مــن جهة عمله ومرورا باألندية وختاما باإلعام الرياضي والجماهير. تركي لم يأت من املريخ ولم يحصل على درجـة الدكتوراه التي يتميلح فيها الكثير من عباد الله، تركي ترك كل البروستيجا­ت وخذ وهات لقد أتــى بالجديد املـفـيـد، وضــرب الـحـديـد وهــو حــار، غير واجــهــة الرياضة السلحفائية إلــى أســـرع مــن الـبـويـنـ­غ، أفــكــار جــديــدة، ومــبــادر­ات طازجة مفيدة تحمل املسؤولية بجدارة وعفوية، لم يسلم من األخطاء، ولكن إذا حـدث الخطأ يعترف به فــورا، ال بالكام، بل بالفعل، وتصحيحه، وفي اآلونة األخيرة تعرض تركي لحملة انتقاد غير نظيفة اغتيلت فيها الروح الرياضية من الوريد للوريد، ورغـم أن األستاذ تركي في أمريكا يجري بعض الفحوصات ومـا يتطلبه ذلـك من تعامل طبي، ورغــم ذلـك لم يرد بكلمة، إنه الصبر الجميل يا أيها اإلنسان النبيل. تركي إنسان بسيط يحب أن يعيش الحياة كإنسان عـادي مواطن، مثله مثل غيره يعمل، ينام، يصحو، يغضب، ويلهو ويضحك، لم يلبس مشلح الـــوزارة صبح مساء، ولـم يجلس على كرسي الـوزيـر وهـو على السرير، وملـــاذا ال يـأكـل اإلسـكـريـ­م مـن بـيـاع البوضة فـي حـي املـلـز الـقـديـم؟ ويأكل البليلة في أروقة حارات جدة العتيقة، يا هو يا من قسا على تركي الوزير بمرتبة مواطن، «إذا كرهتوهم حق الله اعطوهم».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia