»1971 لنعتمد على أنفسنا «يوليو

فـي شهر مــارس 1969 أقــر املجلس الجمهوري اختيار أعضاء املجلس الوطني برئاسة الراحل الشيخ عبدالله بن حسني األحمر، وكانت مهمته الرئيسية إعداد أول دستور دائم للجمهورية العربية اليمنية، والـــــذي تـــم إقــــــراره فـــي ديــســمــبــر ،1970 وبــمــوجــبــه تــمــت أول انتخابات ملجلس الشورى في فبراير ،1971 والذي قام بدوره بانتخاب املجلس الجمهوري (القاضي عبدالرحمن اإلرياني، الشيخ محمد علي عثمان، الفريق حسن العمري) وهذا بدوره كلف األسـتـاذ أحمد محمد النعمان بتشكيل أول حكومة في تـاريـخ اليمن الشمالي تحصل على الثقة مـن مجلس نيابي منتخب فــي شـهـر مـايـو 1971 بـعـد أن قــدم الـبـيـان الحكومي إليه. بــدأ النعمان بيانه الحكومي بالقول إنــه سيحرص على «أن تكون املكاشفة بالحقيقة هي املنهج الذي أسلكه طول بقائي في الحكم»، وحني واجهت الحكومة عجزا ماليا لم تستطع التعامل معه ولم تتمكن من الحصول على أي مساعدات خارجية بسبب ضــعــف الـتـصـنـيـف املــالــي حـيـنـهـا، لــجــأ إلـــى مـجـلـس الشورى ملناقشة األزمــة فـي محاولة إلشــراك ممثلي الشعب فـي إيجاد مـخـارج لها، وشعر وقتها أن تـآمـرا سياسيا يجري لإطاحة به عبر مظاهرات في صنعاء كان لها طابع مناطقي وحزبي، فقرر مخاطبة الشعب مباشرة ببيان ألقاه بصوته عبر اإلذاعة ففاجأ خصومه وقدم استقالته حني شعر بالعجز وعدم تعاون القوى القبلية والعسكرية املؤثرة مفضا الحفاظ على تاريخه ونزاهته؛ ألن املنصب لم يكن يمثل له أكثر من وسيلة لخدمة املــواطــنــني ولــيــس لـــإثـــراء مــنــه واســتــغــالــه لــصــرف املرتبات الضخمة وتعيني األقارب واملحسوبني. تحت عـنـوان (لنعتمد علـى أنفسنا) كانت كلمة النعمان إلى املواطنني وبدأها بالقول «والله لن أكون كالنعامة التي تهرب من الصياد فتغرس رأسها في الرمال وجثتها كلها مكشوفة في العراء، ولن أكتم على الشعب الحقائق التي يعرفها أعداؤه