2-1 مرجع للفتوى
.. تلجأ بعض الصحف والــدوريــات إلــى افتعال أسئلة عـنـدمـا ال يــتــجــاوب مـعـهـم الـــقـــراء بـــإرســـال استفتاءات حقيقية، وغالبًا ما تكون األسئلة املفتعلة فاترة؛ ألنها مثل النائحة املستأجرة، أمـا مجلة البحوث اإلسامية فهي تنشر أسئلة حقيقية دون ذكــر أسـمـاء أصحابها تفاديًا لإحراج. ففي الـعـدد 112 مـن هــذه املجلة، ورد إليها ســؤال هذا نــصــه: انـتـشـر اآلن أمـــر أال وهـــو أن كـثـيـرًا مــن أصحاب مــواقــع اإلنــتــرنــت الــتــي يــتــاجــرون عــن طـريـقـهـا بأشياء مختلفة كاملابس والجواالت وغيرها، ينظمون مسابقة، حقيقتها: أن تـشـتـرك فــي مجموعتهم ثــم تنقل إعان املسابقة إلى صفحات اإلنترنت األخرى ويعطونك رقمًا وملـا تنتهي املسابقة يقوم منظمها بتعيني الفائز عن طريق أرقام الصدفة، فما حكم ذلك؟ هل هذا من القرعة الجائزة أم أنه القمار املحرم؟ وقـد أجابت اللجنة الدائمة للفتوى املنبثقة عن هيئة كــبــار الـعـلـمـاء عـلـى هــذا الــســؤال بـعـد أن قــامــت اللجنة بدراسة املوضوع فأجابت بـأن العادة جارية بـأن نشر اإلعــــانــــات عــمــل مــتــقــوم، وعــلــيــه فــــإن أداء هــــذا العمل لـغـرض الــدخــول فـي هــذه املسابقات داخــل فـي املقامرة املنهي عنها، ألن أداء هــذا العمل غــرم محقق وعوضه غنم محتمل وهذا من القمار وهو امليسر املحرم املنهي
ُِّ ََ ََ عنه في قول الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا ْْ َْ َََِّ إنــمــا الــخــمــر واملــيــســر واألنـــصـــاب واألزالم رجــــس من ُُ َُ ََ ُُ َِ
َُ عمل الشيطا ِن فاجت ِنبوه لعلكم ِْ تفلحون * إنما يريد
ِِ ََّ ََ الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر
ُِ ََُِْْ َُّ وامليسر ويصدكم عن ذكــر الله وعــن الصاة فهل أنتم
َِ منتهون}. واملكاسب من ذلك من أكل املال بالباطل املنهي عنه. وتـتـمـيـز املــجــلــة بــأنــهــا تـنـشـر مـلـخـصـات عــن البحوث باللغة اإلنجليزية فـي ختام صفحاتها.. وقــد الحظت عـــــدم وجــــــود صــــــور، والــــصــــور فــــي عــصــرنــا أصبحت ضرورية، وربما قيل إنها مما عمت بها البلوى، فحبذا لـو نشر أعـضـاء اللجنة الـدائـمـة للفتوى صـورهـم، فقد شبه بعض العلماء الصورة الفوتوغرافية مثل انطباع صورة الشخص على املرآة.. والله أعلم. إنها حقًا مجلة دورية راقية بما فيها من بحوث ممتازة وأزجــــــي الــشــكــر لــأمــانــة الــعــامــة لـهـيـئـة كــبــار العلماء إلهدائها لي العددين 112 .113و السطر األخير:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة». قلنا ملن: قال لله ولرسوله وألئمة املسلمني وعامتهم. * كاتب سعودي