حترير قيود الوظيفة
يــقــول عميد كلية الـحـقـوق بجامعة الزقازيق أن مـن بـني أهــم األســبــاب لـتـردي نـظـام التعليم املــصــري هــو اعــتــمــاده عـلـى الـتـفـوق الشخصي بــديــال عــن الـعـمـل الـجـمـاعـي واملــؤســســي، الذي يـعـتـمـد عـلـى الـتـكـامـل فــي األداء وروح العمل الجماعي. ويضيف في مؤتمر دولي أن األساس في كفاء ة الـتـعـلـيـم هــو اعــتــمــاده عــلــى الـــكـــوادر البشرية املـؤهـلـة والــقــادرة عـلـى خـدمـة املجتمع وإدارة مؤسساته العامة وهو ما اتبعه «محمد علي» عندما شـرع في بناء الـدولـة املصرية الحديثة وهـــذا مــا يتطلب الــعــودة إلــى املــاضــي لتغيير أســالــيــب وأنــمــاط وبــنــى الـتـعـلـيـم وذلـــك بهدف تنمية الـقـدرة على العمل الجماعي مـن جديد على حد قوله! ورغم أن عاملنا العربي وصل حاله إلى درجة أن رواد التعليم أصبحوا يتحسرون على املاضي باعتباره أفضل من الحاضر، إال أن ما يهمني في هذه الورقه تحديدا هي إشادته بقانون الخدمة املدنية في مصر والذي فتح باب املنافسة من جديد على شغل الوظائف القيادية بمؤسسات الدولة وهو ما أتاح عودة الكفاءات إلـــــى الــــواجــــهــــة، وشـــغـــل هـــــذه املـــنـــاصـــب وفقا للكفاءة والتأهيل وهـذا ما يـؤدي إلـى اإلسراع بتطبيق برامج التطوير املؤسسي على اعتبار أن االلــتــزام باملعايير املـوضـوعـيـة فــي اختيار الـقـادة اإلداريـــني وشاغلي املناصب الحكومية يـمـكـن أن يـحـقـق طــفــرة إداريـــــة وتنظيمية ألن االخـتـيـار وفـقـًا لـأسـبـاب الشخصية والشللية هو نكبة النظام اإلداري العربي وسبب تقويض مؤسساته وفرص مأسسته. عليك أن تتصور لـو أن إجـــراءات املفاضلة في أنــظــمــة الــخــدمــة الــعــامــة فـــي الــوظــائــف العليا فـــي عــاملــنــا الــعــربــي كــانــت تــأتــي وفــقــا ألبسط األسس والشروط املوضوعية كم سيكون حجم التغيير في اإلنتاج والتنافسية في األداء لدى هـــذه املــؤســســات واألجـــهـــزة الـحـكـومـيـة وكيف سينعكس ذلك على أدائها! وعليك أن تتخيل لو أن الوظيفة العامة تحررت من ربقة املوروث اإلداري العربي الذي يقوم على فكرة «األقربون أولى باملعروف» إلى أي درجة سـوف تتغير خريطة الخدمة املدنية ووجهها التنموي بشكل عام؟