خاشقجي ليس في القنصلية

بعد يوم فقط من وعد ولي العهد األمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز باالستعداد للترحيب بالحكومة التركية في حال رغبتها البحث في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول عن املواطن السعودي املختفي جمال خاشقجي، الذي يعد بحسب األعراف الدبلوماسية «منطقة سيادية»، أكد القنصل السعودي في إسطنبول محمد العتيبي خالل زيارة وسائل إعالم للقنصلية أمـس (السبت) عـدم وجـود خاشقجي داخـل السفارة، مؤكدًا أن القنصلية والسفارة تبذالن جهودا للبحث عنه وتشعر بالقلق إزاء قضية اختفائه. وأشـــار القنصل العتيبي خــالل جـولـة اإلعـــالم فـي القنصلية الـتـي شملت املبنى املؤلف من 6 طوابق، بما في ذلك املصلى املوجود في املرآب واملكاتب وشبابيك التأشيرات واملطابخ واملراحيض وغرف التخزين واألمن، وفتح خزانات امللفات وأزاح األلواح الخشبية التي تغطي وحدات تكييف الهواء، أن القنصلية لـم تـوجـه اتـهـامـات قانونية لخاشقجي، وزاد: «القنصلية مــــزودة بـكـامـيـرات لكنها لــم تـسـجـل أي لــقــطــات، ومـــن ثــم مــن غـيـر املمكن استخراج صــور لـدخـول خاشقجي أو مغادرته للقنصلية التي تطوقها حواجز الشرطة وتحيط بها أسوار للتأمن تعلوها أسالك شائكة». ويعد التحرك السعودي بفتح أبــواب القنصلية لوسائل اإلعــالم التي لم تترك غرفة أو دوالبا دون أن يسمح لهم بالتحقق منها، تأكيدًا على حرص السعودية على أمن مواطنيها وجدية سعيها لبذل كافة الجهود للبحث عن املواطن املختفي بعد خروجه من القنصلية. ولم يكن حديث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع األمير محمد بــن سلمان عــن حــرص الحكومة الـسـعـوديـة على معرفة مــا حدث في قضية اختفاء جمال خاشقجي وتأكيده على استمرار املحادثات مع الجانب التركي، إال داللة على حرص الحكومة السعودية للتواصل بشأن مواطنيها حال فقدانهم. وعــلــى رغـــم تــأكــيــد الـقـنـصـلـيـة الــعــامــة لـلـمـمـلـكـة الــعــربــيــة الــســعــوديــة في إسطنبول (الخميس) املاضي على متابعتها ما ورد في وسائل اإلعالم عن اختفاء املواطن السعودي جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، آخذة على عاتقها إجراءات املتابعة والتنسيق مع السلطات املحلية التركية لكشف مالبسات اختفائه بعد خروجه من مبنى القنصلية، إال أن العديد من املـحـاوالت املـأجـورة لتسييس قضية اختفاء خاشقجي قبل ظهور املعلومات السعودية الرسمية عن تفاصيل اختفائه، األمــر الــذي يـؤكـد رفــض الـسـعـوديـة ألي مــحــاوالت أو اتـهـامـات يدحضها الـــواقـــع، فخاشقجي حـضـر للقنصلية ملـراجـعـة إجــرائــيــة تتعلق بأوراق شخصية وخرج بعد فترة قصيرة من دخوله املبنى، بعد أن راجعها قبل اختفائه بعدة أيام، إضافة إلى مراجعته سفارة اململكة في واشنطن دون أن يمسسه أي شيء في املـرات املتعددة التي راجع فيها سفارة بـالده، إضافة إلــى توثيق الكاميرات األمنية فـي السفارة التي تقوم بتصوير حـي يتم بموجبها متابعة الحالة األمنية بشكل فوري في ظل تواجد أمن سعودي وأمن من البلد املضيف.