ابن سلمان وسيادة األوطان
أيام عاصفة إعالميًا، فقد كانت اململكة خالل األسبوع املاضي مالئة الدنيا وشاغلة العالم بما يتداوله اإلعالم عنها، وكثيره سلبي مدفوع الثمن، ثم جـاء الرئيس دونـالـد ترمب ليختم األسـبـوع بتصريحاته الخالية من الدبلوماسية والكياسة والحصافة، وبعد تصريحاته خاض من خاض وترقب من ترقب وشمت وشتم الذين تمتلئ قلوبهم بالحقد على اململكة، ولـكـن جــاء الشخص املـنـاسـب في الوقت املناسب ليقول ما قال، ويجعل عيون العالم تنصرف عن كل حدث لتقرأ كل كلمة قالها. حديث األمير محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرغ لم يكن حديثًا إعالميًا عــابــرًا، بــل رؤيـــة عــابــرة لـلـزمـن تـؤطــر كــل مــا تفعله وتـخـطـط لــه اململكة، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا وفكريا ومؤسساتيا. الحديث عـــبـــارة عـــن حــضــور لـــدولـــة كــبــيــرة تــعــتــد بـنـفـسـهـا دون غـــــرور، وتعرف إمكاناتها وتاريخها وقدراتها وشعبها وقيادتها، واستعدادها للرهان على النجاح ألن لها كرامة وسيادة. ما من جانب يتساءل عنه العالم بشأن اململكة إال وغطاه األمير محمد بحصافة ولباقة وشفافية ودهاء سياسي. دهاء السياسيني الكبار وليس مـكـر الـسـيـاسـيـني الــصــغــار الــذيــن أفــقــدوا أوطــانــهــم حـتـى مـعـنـى الوطن. الثقة واالعــتــداد واالطمئنان املـوجـودة في حديثه تستند إلـى معطيات مـوضـوعـيـة كـثـيـرة، مــن أهـمـهـا الـثـقـة فــي التخطيط واألمــانــة مــع الواقع والشجاعة في التصدي للتحديات، ليس بعنتريات كالمية وإنما بالعمل املتقن. عظيم جدًا أن تنتمي لوطن يعتز بكرامته ويحافظ عليها وال يسمح ألحد بالتطاول عليها. عظيم أن تـكـون فـي وطـنـك دولــة تـعـرف كيف تتحدث لترفع رأسـك وتجعلك تنام وتصحو مطمئنا على عزة وطنك وحاضره ومستقبله.