البرمجيات والثورة الصناعية الرابعة
تشير املــصــادر العاملية إلــى أن البرمجيات ســوف تقضي على معظم الصناعات التقليدية خــال الـسـنـوات الخمس القادمة، وأن الحواسيب الكبرى سوف يكون لها اليد الطولى في تقديم الــخــدمــات الــتــجــاريــة والــصــنــاعــيــة وغــيــرهــا، كــمــا أن منافسي الشركات التقليدية الكبرى في العالم مثل «ديلمر بنز» و«فورد» لم تعد «تويوتا» أو «جنرال مـوتـورز» وإنما «جوجل» و«أبل» و«أمازون» وغيرها، والدليل أن شركة «أوبر» ليست سوى برنامج حاسوبي، فهي ال تمتلك سيارة أجرة واحدة لكنها تعتبر اليوم أكبر شركة تأجير في العالم، متفوقة بذلك على بدجت وإيفيس وغـيـرهـا. «بوكينج دوت كـــوم» هــي األخـــرى والــتــي لــم يتجاوز عمرها ٥١ عاما ال تمتلك غرفة فندقية واحـدة لكنها تفوق في عـدد الغرف التي تحت سيطرتها شركات الفنادق الكبرى مثل ماريوت وهيلتون وشيراتون وغيرها، والتي يتجاوز عمرها 70 سنة، ورغم ذلك فهي ال تساوي قيمة «بوكينج دوت كوم» التي تربح ٥2%، بينما ال يتجاوز ربح صاحب الفندق 7 - 0١% فقط. بوكينج كوم وأمازون دوت كوم وأوبر وغيرها تمتلك املعلوماتية وشبكة التواصل والبرنامج الحاسوبي وبالتالي أصبح الزبون في قبضتها، ولذلك فإن مبيعات شركة أمازون وشركة «أي بي» السنوية تـفـوق 0٥ مــوال فـي بريطانيا، خــاف أن زوارهـــم على املوقع يتجاوزون ٥ أضعاف زوار هذه املوالت. شركة األفام العاملية «كوداك» وشركة «نوكيا» وغيرهم خرجوا من السوق ألنهم أخفقوا في قراءته وتفسير تطوراته، وهذا ما ســوف يتكرر مـع شـركـات أخــرى فـي مـجـاالت عــدة على مستوى الـعـالـم خــال الـسـنـوات الــقــادمــة، ومــن بينها شــركــات السيارات التي قد يتعرض بعضها لإلفاس بعد ظهور سيارات «تيسا» واســـتـــخـــدام الــحــواســيــب فـــي طــلــب ســيــارتــك مـــن خـــال القيادة الذاتية. الـثـورة البرمجية الجديدة ال تشبه مـا سبقها ألنها تدمج بني العوالم الثاثة املادية والرقمية والبيولوجية وبطريقة تحتوي على فرص جديدة وهائلة، لكنها تنطوي على أخطار أكبر في الوقت نفسه.