«الصيدلة السريرية».. إنسانية تتخطى استالم «الروشتة» وتسليم الدواء
ال يـكـتـرث كثير مــن املــرضــى بــالــدور الـــذي يمكن لـلـصـيـدلـي الــقــيــام بـــه فـــي ســبــيــل تــقــديــم املعونة الــطــبــيــة، خــصــوصــا عــنــدمــا يــكــون مــؤهــا بشكل مــمــيــز، ولـــديـــه خــبــرة واســـعـــة فـــي مــجــال األدويــــة وتركيبها، وفــي الـوقـت الحديث تـعـدى دوره في كثير من الدول املتقدمة حدود الوظيفة التقليدية التي تقف عند اسـتـام «روشـتـة الـعـاج» وتقديم الدواء، إلى أن يكون فاعا ومؤثرًا في ممارسة دور أعمق عبر تلك املهنة. «الــصــيــادلــة الــســريــريــون»، خــبــراء فــي استخدام األدويـة العاجية، واملصدر الرئيسي للمعلومات الصحيحة عــن األدويــــة واالســتــخــدام اآلمـــن لها، ومعرفة فعاليتها وتأثيرها على املرضى، ويقوم الصيدلي السريري باستقبال جميع استفسارات املــرضــى عــن الــــــدواء، ووضــــع خطة عــــاجــــيــــة لــــكــــل مـــــريـــــض بموجب البروتوكول مع وجود أحد مقدمي الخدمات الطبية (الطبيب). يــقــول مــديــر الــرعــايــة الـصـحـيـة في مدينة امللك عبدالعزيز الطبية في جـــدة الــدكــتــور هــانــي الــحــمــدان، إن الـصـيـدلـة الـسـريـريـة ليست حديثة الــــعــــهــــد فـــــي املــــمــــلــــكــــة، إذ أدخلت فـــــي مــســتــشــفــيــات الـــــحـــــرس الوطني واملــســتــشــفــى الــتــخــصــصــي بــشــتــى فــــروعــــه منذ 099١، وتطبق فــي املستشفيات الـعـامـة منذ 0١ ســـنـــوات، وهـــي تــضــع مـــوازيـــن ومــفــاهــيــم جديدة لـعـالـم الـصـيـدلـة والــطــب بشكل عـــام، حـيـث يكون فيه الصيدلي ليس مجرد «صارف لـــلـــدواء» بـمـفـهـومـه الــقــديــم بــل هو طبيب صيدلي. ويـــضـــيـــف: «ربــــمــــا يــطــلــع الطبيب الصيدلي على مجاالت واسعة في عـالـم التركيب الــدوائــي، وخواصه وكــيــفــيــة الــــعــــاج، ومــــا هـــو الـــــدواء األنجع واألنفع، وما هي سبل وطرق الوقاية من أعراض العاج الجانبية ومــضــاعــفــاتــهــا». الــصــيــدلــة السريرية تهتم أيضا بالجوانب النفسية واالجتماعية، بل حتى املادية للمريض، من جهة قدرته املادية على تحصيل الــعــاج، ومــا هــو الــــدواء األكــثــر ماءمة لحالته املادية ويحمل نفس الخواص العاجية. وتقول االستشارية الصيدلية في مركز امللك فهد لــجــراحــة أمــــراض الـقـلـب فــي جـامـعـة املــلــك سعود الدكتورة فخر زهير األيوبي، «الصيدلة السريرية تلعب دورا أساسيا في الحد من الهدر الدوائي، الــــذي قــد يــكــون فــي بــعــض املـسـتـشـفـيـات العامة، بسبب الجهل بخاصيات الدواء العاجية، والتي يكون على اطــاع واســع فيها الطبيب الصيدلي، فمثا في حاالت الوباء كحمى الضنك أو أنفلونزا الخنازير، هــدرت كثير من األمــوال على عاجات أو أدوية، وأمصال صرفت في ذلك الوقت الحتواء الــوبــاء، كــان بــاإلمــكــان إيــجــاد الـبـديـل لـهـا بنفس الخواص».