خدعوها بقولهم: حسناء!
لو لم يكن للشاعر الكبير أحمد شوقي إال مدائحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله عن يوم مولده: يــــوم يــتــيــه عــلــى الـــزمـــان صــبــاحــه ** ومــســــــــــــــــــــاؤه بـمـحـمـد وضــــاء لكفاه أن يحوز في الشعر أكبر األلقاب –رحمه الله-. ففي هذا الشهر تمر ذكـرى وفـاة أمير الشعراء أحمد شوقي الشاعر الفخم الذي كما قيل عوض األمة العربية عن ألف عام من االنحطاط الشعري، ولست أوافق على ذلك فقد ظهر شعراء كبار مثل: أبو العاء املعري، والشريف الرضي، والبهاء زهير، حتى جاء محمود سامي الـبـارودي، وإسماعيل صبري باشا، لكن أحمد شوقي فـاق الجميع في قصائده الطويلة وفي قصائده القصيرة على حد سواء، وأيضًا في حكمه وأمثاله. فلم يجيء أحد بمثل قوله: اختاف الرأي ال يفسد للود قضية.. وقــد أورد ذلــك فـي مسرحيته الشعرية «مجنون ليلى» حيث يقول بطل املسرحية: ما الذي أغضب مني الظبيات العامرية أألني أنا شيعي وليلى أمويـــة؟ اختاف الرأي ال يفسد للود قضية أو قوله: قم للمعلم وفه التبجيــا ** كاد املعلم أن يكون رسوال أو قوله: خدعوها بقولهم: حسناء ** والغواني يغرهن الثنــاء أو قـــــــولـــــــه: إن لــــلــــظــــالــــم صـــــــــــدرًا ** يـــشـــتـــكـــي مـــــــن غــــيــــر عــــلــــه أو قوله: إنما األمم األخاق ما بقيت ** فإن همو ذهبت أخاقهم ذهبوا وعارض شوقي قصيدة «البردة» للبوصيري ومطلعها: أمـــن تــذكــر جــيــران بـــذي ســلــم ** مــزجــت دمــعــًا جـــرى مــن مـقـلـة بدم فقال أحمد شوقي قصيدة نهج البردة في 190 بيتًا مطلعها: ريم على القاع بني البان والعلم ** أحل سفك دمي في األشهر الحرم حتى قال: الله يشهد أني ال أعارضه ** من ذا يعارض صوب العارض العرم وفـي 14 أكتوبر م2018 تمر الذكرى 86 لوفاة أمير الشعراء أحمد شــوقــي رحــمــه الــلــه، وكــــان شــعــراء الــعــالــم الــعــربــي قــد اجـتـمـعـوا في القاهرة عـام م1927 ليعلنوا أنـه أمير شعراء العرب في عصره في القرن التاسع عشر الهجري والقرن العشرين امليادي ألنه ولد عام م1868 ومات عام ،م1932 وبعد أحمد شوقي جاء شعراء كبار أمثال: عزيز أباظة في مصر، ومحمد سعيد العباسي في السودان، ومحمد الجواهري في العراق، وعمر أبو ريشة في سورية، وحسني عرب في اململكة العربية السعودية، وعبدالله البردوني في اليمن، ومحمد الفايز في الكويت، وبشارة الخوري في لبنان، وإيليا أبو ماضي في أمريكا الاتينية وغيرهم. بل ظهر أكثر من شاعر فحل في كل قطر عربي، لكن لم يحدث إجماع كالذي حـدث مع أحمد شوقي رغـم أن اللغة العربية في وقتنا الراهن بحاجة إلى تنصيب أمير للشعراء بعد أن أصيبت في مقتل بأدعياء الشعر، وزد على ذلك الشعر الحر، وشعر التفعيلة والشعر املرسل والشعر املنثور، كأنما أنواع الشعر هــذا نكاية بشعر جرير والــفــرزدق وأبــي تمام والبحتري واملتنبي واملعري والبارودي، وحتى أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. وقد توفي حافظ إبراهيم قبل أحمد شوقي فرثاه أمير الشعراء بقصيدة مطلعها: قــد كـنـت أرجـــو أن تــقــول رثــائــي ** يــا منصف املــوتــى مــن األحياء السطر األخير:
قال شوقي: إن رأتـــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــي تـــــــــــمـــــــــــيـــــــــــل عـــــــــــــنـــــــــــــي كـــــــــــــأن لـــــــــــــــم تــــــــــــــــــــك بــــــــيــــــــنــــــــي وبـــــــــيـــــــــنـــــــــهـــــــــا أشــــــــــــيــــــــــــاء نــــــــظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة فـــــــــــــــــــــــــــــــابـــــــتـــــــســـــــــــــــامـــــــة فــــــــــســــــــــام فــــــــــــــكــــــــــــــام فـــــــــــــمـــــــــــــوعـــــــــــــد فـــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء * كاتب سعودي