تكرار الكذب ال يصنع احلقيقة من هو «صفوري» مصدر الروايات الكاذبة لإلعالم الغربي؟
لم تجاهر أيـة وسيلة إعالمية عاملية باستغفالها للمشاهدين وسقوطها املهني مثلما ظهرت به قناة «الجزيرة» القطرية، التي ارتدت منذ أول أيامها قبل نحو 20 عاما ثوب «التضليل والكذب»، حتى أضحت أنموذجًا للسقوط اإلعالمي. ومارست «الجزيرة» التي تمولها ماديا ومعلوماتيا حكومة قطر، كل أنواع الكذب والفجور، من خالل نشرها مواد إعالمية تفتقر إلى الحد األدنى من املعايير املهنية. ومنذ أن قطعت الدول األربع الداعية ملكافحة اإلرهاب (السعودية، اإلمارات، مـصـر، والـبـحـريــن) عـالقـاتـهـا مــع قـطـر لـدعـم الــدوحــة لــإرهــاب واحتضان املــتــطــرفــن، نـهـجـت الــقــنــاة الـقـطـريـة أســلــوب «غـسـيـل األخـــبـــار»، الـــذي بات مفضوحًا لدى الجميع، ما جعلها تنزل أكثر وأكثر إلى أسفل درجات القاع األخالقي واملهني. وبعد فضح شراء ذمم عدد من الصحفين الغربين، انتقلت «الجزيرة» في غسيلها لألخبار إلى االعتماد على حسابات إخبارية في «تويتر» تحمل أسماء خليجية، لكنها في الواقع تـدار من قبل املخابرات القطرية، بيد أن تلك الحسابات تعرت أمام املأل، لتناقضاتها وكذبها، وأصبحت بال أثر وال تأثير. وأثـبـتـت حــادثــة اخـتـفـاء املــواطــن الـسـعـودي جـمـال خاشقجي فــي األراضي التركية قبل أيــام، أن املاكينة اإلعالمية القطرية بال أخــالق، ومبدأها قائم على التضليل والفبركات الرخيصة، خصوصا أن نبأ اختفاء خاشقجي أول من بثه إعـالم «الحمدين»، وأعقبه بخبر مقتله، إال أن أدوات منصات اإلعالم القطري تحمل كمية كبيرة من الغباء والكذب، السيما بعد تضارب التغريدات املنطلقة من حسابات أبواق قطر، حينما نشروا تفاصيل قضية خاشقجي قبل األمن التركي، وسرعان ما حذفوا تغريداتهم، كون بعضها فضح خطتهم ومكيدتهم. وعلى رغم التركيز اإلعالمي الكبير من قبل مرتزقة تنظيم الحمدين على قضية اختفاء خاشقجي، إال أنه لم يتغير عن خططه السابقة، التي تمحورت حول دعم اإلرهاب واملشبوهن، إذ ما كان يدعمه في الخفاء أصبح يجاهر بـه، مـؤكـدًا أن قنواته خصوصا «الـجـزيـرة» منابر للفكر املتطرف وعنوان للكذب واالفتراء. دأب خـالـد صــفــوري، الــذي يـدعـي أنــه أحــد املـقـربـن مـن الكاتب السعودي جمال خاشقجي، على نقل معلومات مغلوطة بشأن اخـتـفـاء املــواطــن الـسـعـودي جـمـال خـاشـقـجـي، لـوسـائـل اإلعالم عموما والغربي خصوصا.. فمن هو خالد صفوري؟ يؤكد الكاتب األمريكي على موقع PJ MEDIA باتريك بوول، املتخصص فـي شــؤون األمــن القومي واإلرهــــاب، أن السعودية تواجه قوى إقليمية ودولية تعمل على تضليل اإلعالم وتزويده بمعلومات مغلوطة، الفتا إلى أن تغريدة لرئيس تحرير موقع «يــاهــو نــيــوز» تـزعـم أن انــتــقــادات الرئيس األمـريـكـي دونــالــد تـرمـب لـوسـائـل اإلعالم شــجــعــت الــســعــوديــة عــلــى الــقــتــل املزعوم للصحفي جمال خاشقجي، دفعته للبحث في خلفيات هذا املوضوع ومصدره. وبـــحـــســـب الــــكــــاتــــب، فــــــإن املـــــصـــــدر الـــــذي اعــتــمــدت عـلـيـه هـــذه الــتــغــريــدة هــو ادعاء لخالد صفوري، الذي يصف نفسه باملقرب من خاشقجي. ويذكر باتريك بــوول، بأن خالد صفوري تربطه عالقة وطيدة بأحد داعمي تنظيم «القاعدة» عبدالرحمن العمودي، املعتقل حـالـيـًا لــدى الـسـلـطـات األمـريـكـيـة، واملــتــورط أيـضـًا في مـخـطـط مــحــاولــة اغــتــيــال املــلــك الـــراحـــل عــبــدالــلــه بن عبدالعزيز عندما كان وليًا للعهد. الــكــاتــب األمـــريـــكـــي املــتــخــصــص فـــي شـــــؤون األمن القومي واإلرهــاب، اعتبر قضية خاشقجي قضية نــــزاع مـسـتـمـر بـــن الــســعــوديــة وقــــوى أخــــرى في املنطقة، مستغربًا انسياق العديد من وسائل اإلعــــالم األمـريـكـيـة وراء تـسـريـبـات مصادر مجهولة روجتها وسائل إعالم. وخلص الكاتب إلى أن الطرف الوحيد املــغــذي لـتـقـاريـر وســائــل اإلعـــالم حول مــســألــة خــاشــقــجــي هـــو املـــصـــدر نفسه الـــــذي كــــان مــرتــبــطــًا بـــمـــؤامـــرة محاولة اغتيال امللك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.