«قميص» جمال !
أيــن جـمـال خـاشـقـجـي؟ هــذا هــو الــســؤال «الخبري» األكــثــر تـــــداوال أخـــيـــرا. أصــبــح اإلعـــامـــي السعودي جمال خاشقجي الذي كان يصنع األخبار، هو الخبر األهم نفسه. ال أحد حتى اآلن يعلم اإلجابة على هذا السؤال. القصة غامضة وغير واضحة والتحقيقات مفتوحة ومستمرة. وليست قضية جمال خاشقجي األولى من نوعها باملناسبة، فهناك حاالت غامضة ال تــزال بــدون إجابة مثل اغتيال موسى الصدر واختفاء الصحافي املصري رضا هال والعشرات من األمثلة األخرى. وكل كـام عن الجزم بمعرفة الحقيقة واالدعـــاء بها مــردود على قائله بطلب الدليل على ما يقول، فالبينة على من ادعى، والبينة املقدمة حتى اآلن مليئة باألجزاء الناقصة التي تجعل القصة املروجة محل شك عظيم، بينما القانون يقتضي أن تكون البينة قطعية الداللة وليست ظنية الداللة. وطبعا بما أنه ال يوجد أي دليل قطعي على سامة القصة املـروجـة فا يمكن أن يصنف كل ذلـك إال بأنه كذب وافتراء. ولعل أغرب املدافعني عن «قضية» اختفاء جمال خاشقجي، كــان إعــام نـظـام االنــقــاب فـي قـطـر، وأبـــواق مرتزقة إعــام تنظيم حزب الله اإلرهابي في لبنان. األول نظام اعتاد على «استخدام» اإلعاميني ألجل تحقيق نقاط سياسية قذرة مع أجهزة املخابرات الــعــاملــيــة، تــمــامــا كــمــا فــعــل حــمــد بــن خـلـيـفـة أمــيــر نــظــام االنقاب الـسـابـق فــي قـطـر عـنـدمـا اسـتـخـدم يـسـري فـــودة فــي بـرنـامـج سري للغاية لإليقاع ببعض قـيـادات تنظيم القاعدة اإلرهــابــي بحسب مـا روى يسري فــوده بنفسه فـي مذكراته وعــرض بالتالي حياته لخطر عظيم. وضحى بطارق أيوب عندما وضعه في موقع الخطر ليستدل بموقعه للقصف من قبل القوات التي قدمت لها املعلومة. أمــا دفــاع تنظيم حــزب الله اإلرهــابــي عـن قضية جمال خاشقجي فهو مسخرة املـسـاخـر بعينها، هــذا التنظيم اإلرهــابــي الـــذي قام بنفسه بتصفية جبران تويني وسمير قصير ومحاولة اغتيال مي شدياق وعلي األمني وعلي فرزات، ومتحالف مع نظام قام بتصفية سليم اللوزي والعشرات من األمثلة األخرى، تنظيم طائفي مجرم، ال يـعـرف معنى حـريـة الكلمة وال احــتــرام اآلخـــر يـقـوم باملتاجرة الـرخـيـصـة بقضية أشـــرف مــنــه. اإلعــــام هــي مـهـنـة بـاهـظـة الثمن يدفع فاتورتها أعــداد هائلة حـول العالم من كامل مــروة مؤسس الحياة الذي اغتيل على مكتبه إلى دانييل بيرل الذي قطعت رأسه عن جسده في عملية إرهابية، إلى املئات اآلخرين. قائمة طويلة. ال أتـفـق مـع آراء جـمـال خاشقجي السياسية، كنت أجــد عجبا في عدم رؤيته لخطورة اإلسام السياسي وعدم ربطه بآفات التطرف، كنت أعجز عن دفاعه عن نظام االنقاب في قطر، وكيف أنه ال يراه كمشروع سرطاني خبيث وعميل في املنطقة، ولكنه كان صديقا وعمل لصالح الكلمة في باده وخدم وطنه وهو ابن أسرة كريمة