مع أمريكا.. إعادة التفاوض مع إيران ضرورة
تـم الترحيب فـي عــام 2015 بـاتـفـاق بـني إيـــران و6 قوى عـاملـيـة (الـــواليـــات املــتــحــدة، واملـمـلـكـة املــتــحــدة، وروسيا، وفرنسا، والـصـني، وأملـانـيـا). باعتباره «أبــرز إنجازات» السياسة الخارجية إلدارة الرئيس األمريكي السابق بـاراك أوباما، في وقت افتقرت فيه إدارته التي دامت لثماني سنوات من أي إنجازات في مجال السياسة الخارجية. وأدى االتفاق إلى رفع العقوبات االقتصادية عـن إيـــران، فـي مقابل قـيـود على برنامج الطاقة الـنـوويـة اإليــرانــي، إال أن هـذه الصفقة تعتبر «معيبة»، ويجب على اململكة املتحدة أن تدعم الرئيس األمريكي دونالد ترمب في جهوده لكبح التهديد اإليراني. ولم يكن انسحاب الواليات املتحدة من الصفقة مفاجئًا. الرئيس ترمب لم يكن الوحيد الذي وقف منتقدا اتفاق ،2015 هناك العديد من املعارضني لاتفاقية، والذين يـرون أنها لم توفر ضمانات بأن إيـران لن تستطيع تطوير قنبلة نووية، إضافة إلى املخاوف من اآلثار املترتبة عليها. وكان ملحوظًا أن الرئيس أوباما وشركاءه سارعوا نحو التوصل إلى االتفاق بحثًا عن مجد شخصي لهم، وتجاهلوا خال فترة املفاوضات القلق الذي عبر عنه شركاؤنا اإلستراتيجيون في الشرق األوسط من أن االتفاق كـان يركز على األسلحة النووية لدرجة أنـه تجاهل التدخات اإليرانية في املنطقة. ورغــــم االتـــفـــاق، شــهــدنــا اســتــمــرار الــتــأثــيــر الـخـبـيـث إليــــران فــي العراق وسـوريـة، ومـن خـال مـحـاوالت زعزعة استقرار البحرين، مع استمرار الدعم العسكري للمتمردين الحوثيني في اليمن وحزب الله في لبنان، باإلضافة إلى املواجهة الدبلوماسية مع املغرب في أعقاب الكشف عن دعم إيران للبوليساريو في الصحراء الغربية. وأسهمت عدوانية النظام اإليراني في املنطقة إلى خلق حالة من عدم االستقرار، وزاد أوضاعها خطورة، خصوصًا بالنسبة إلى األقليات التي تعيش هناك. وإذا تركنا جانبًا تدخات إيران في الشرق األوسـط، فقد ارتكبت إيران انتهاكات صارخة لحقوق اإلنسان، بما في ذلك ضد مواطنينا، وتشمل هــذه االنـتـهـاكـات لحقوق اإلنــســان إســـاءة معاملة الـطـوائـف واألقليات الـديـنـيـة األخـــــرى. وتــجــدر اإلشـــــارة إلـــى أن حـكـومـة املـمـلـكـة املــتــحــدة ال تتجادل بشأن سجل إيران املروع في قضايا حقوق اإلنسان، مع اعتبار إيران «دولة ذات أولوية لحقوق اإلنسان» بالنسبة للمملكة املتحدة. ويتيح لنا خروج بريطانيا من االتحاد األوروبي فرصة جديدة ملواصلة سياستنا الخارجية املستقلة مرة أخرى، وستكون فرصة مناسبة لدعم الـــواليـــات املــتــحــدة ضــد االتـــحـــاد األوروبــــــي، فــي شـــأن تـحـسـني الوضع بالنسبة إلى تهديدات إيران في الشرق األوسط، ودعم الرئيس األمريكي في حال محاولة إعادة التفاوض بشأن الصفقة. وزيارة الرئيس ترمب األخيرة إلى اململكة املتحدة أكدت العاقة الخاصة بني بلدينا، ويجب عـلـى الـحـكـومـة االســتــفــادة مــن هــذا لـلـدفـع بـاتـجـاه إبـــرام صفقة إلعادة التفاوض مع إيران. أي محاولة من قادة أوروبا إلنقاذ التسويات القائمة فإنها تهدر الوقت الثمني للعمل من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل. على الرغم من الجهود التي يبذلها االتـحـاد األوروبـــي لفرض «قـانـون منع» لحماية األعمال الـتـجـاريـة ضــد إدارة تــرمــب، والحقيقة اآلن بالنسبة ملعظم الشركات األوروبـيـة هي أن التجارة مع إيــران سوف تتسبب في غضب الواليات املتحدة. الصفقة الـنـوويـة اإليـرانـيـة فـي شكلها الحالي ليست كافية ويجب أن نتحرك للتواصل مـع الــواليــات املتحدة مـن أجــل إعــادة التفاوض على الصفقة لتعكس بشكل أفضل االحتياجات األمنية الحقيقية لشركائنا فــي الـخـلـيـج، هــذا ال يعني إنــهــاء الصفقة تـمـامـا، ولكنها بـحـاجـة إلى تحديث لتلبية متطلبات حلفائنا في املنطقة بشكل أفضل. وجدير بالذكر أنه ينبغي إعادة التفاوض بشأن االتفاقية لضمان توقف إيران عن محاوالتها زعزعة استقرار الحكومات في جميع أنحاء الشرق األوسـط، عن طريق إلغاء دعمها لحزب الله وااللتزام بالشفافية في ما يتعلق باملعامات األجنبية، كما يجب فرض حظر على إيران لتطوير الصواريخ الباليستية بعيدة املدى، والتي باستطاعتها حمل الرؤوس الــحــربــيــة الــنــوويــة، وتـعـتـبـرهـا إيـــــران أســاســيــة لــنــجــاح نــشــر ساحها النووي. لقد بذلت بريطانيا ما بوسعها للدفع باتجاه استقرار أمني أكبر في املنطقة، خصوصًا مـن خــال إنشائها قـاعـدة بحرية دائـمـة فـي خليج الـبـحـريـن. وهـــو أمـــر مـهـم لـتـأكـيـد الـتـزامـنـا بـضـمـان الــحــفــاظ عـلـى أمن الخليج. كما أنه تجسيد عملي لحلفائنا بالتزامنا تجاه املنطقة على املدى الطويل. من املعروف أن أوباما قال إن لديه خطًا أحمر إذا تم تجاوزه فسيؤدي ذلك إلى مضاعفات. ولكن حني حان الوقت لم يتبع قوله عما. واألمر متروك اآلن للمملكة املتحدة والرئيس األمريكي الجديد ليضمنا أننا سنعيد الـتـفـاوض عـلـى الصفقة الـنـوويـة مــع إيــــران، وليضمنا لـنـا أن خطوطنا الحمر لن يتجاوزها أحد مطلقًا. * نائب حزب المحافظين بالبرلمان البريطاني عن دائرة شروزبري وآتشام