توثيق حتليلي ملرحلة البناء
وثق الكاتب واالستشاري واملحكم الدولي في القضاء إبراهيم حسني جستنية سيرة والده في كتابه «رجل املهمات الصعبة»، إذ أكـد أن مؤلفه الـذي استغرق فيه 3 سنوات لتأليفه كدراسة تحليلية لم يكن لتوثيق سيرة والده فحسب، بل ترجمة ملعظم من عاصره في تلك الحقبة الزمنية من رجال الدولة السعودية الذين ساهموا بـدور كبير وفاعل في مرحلة البناء والتشييد األولــــى ووضـــع دعـائـمـهـا األســاســيــة (مــن عــام ،)1343 وجمع املعلومات املتوافرة، وحفظ املخطوطات واملستندات والصور املــوجــودة مـن الـضـيـاع، فنشروا العلم واملـعـرفـة عـن بعض من أسالفنا بني أجيالنا املتتالية، وهو كما يؤكد أنه من أهم أهداف الكتاب. وأبــرز جستنية فـي كتابه عمق ثقافة أسالفنا وبعد وجهات نظرهم رغــم قلة املـــوارد ونــدرة املـصـادر آنـــذاك، والتعرف على بعض مــن أجــدادنــا الــذيــن سبقوا زمـانـهـم بـمـراحـل، فخططوا ألبنائهم مستقبالزاهرًالمنتنبه له إال بعد فوات األوان. وجـــــــــــــــــــــــــــــاء املـــــــــــؤلـــــــــــف بمعلومات وتفاصيل وحـقـائـق ومستندات كــانــت مــن الضروري تـــوثـــيـــقـــهـــا لأجيال الــــــقــــــادمــــــة، وبعض املــــواقــــف والفصول والــــقــــصــــص إلزالــــــــة االلــتــبــاس املوجود فـــــــــــــي كـــــــثـــــــيـــــــر مـــــن مـــــواقـــــع التواصل االجــــــــــتــــــــــمــــــــــاعــــــــــي حـــــــــــــــــــــــــول بــــــعــــــض الـشـخـصـيـات، وما قــــــــدمــــــــه الــــبــــعــــض مساهمة منه فـي بناء هـذا الـصـرح الكبير الذي أصبح يشار إليه بالبنان. وأكــــد جستنية لـــ «عـــكـــاظ»، أن هــــؤالء الـــرجـــال الــذيــن كافحوا وجـــاهـــدوا وصـــبـــروا عــلــى الـــزمـــان واملـــكـــان، وقـــهـــروا الظروف القاسية، وقــاومــوا الـعـوامـل الصعبة، وتغلبوا على العوائق، وذلــلــوا الـصـعـاب، وأزاحــــوا العقبات، موضحا أن «لـهـم علينا أفضاال كثيرة، أقلها حفظ جميلهم علينا، وتدوين منجزاتهم وتطوير بعضها، واالستفادة من عبرهم، والتعلم من حكمهم»، إذ حاول استنباط شيء منها في آخر كل فصل من هذا الكتاب تيسيرًا للقارئ وتذكيرًا له ملا قرأ. ودون جستنية لـهـم فــي هـــذا الــكــتــاب مــا تــوفــر مــن معلومات موثقة لشخصياتهم العظيمة ومواقفهم السديدة التي يحفل التاريخ بأمثالها في الـقـرون السالفة وعجز عن إنجابها في القرون الالحقة، مبينا كثيرًا من الحقائق اإلنسانية، واملعاناة االقـتـصـاديـة، وصـعـوبـة الـحـيـاة االجـتـمـاعـيـة، وطـــرق التنظيم السياسي، ومنهجية التخطيط اإلداري والترتيب التنظيمي في ذلك العصر ومدى آثاره علينا. احتوى الكتاب على 1200 صورة ومخطوطة ومستند، مضى عليها أكثر من نحو 70 عاما، حفاظا عليها للتاريخ ولأجيال القادمة، وكحق مكتسب ألصحابها، وشيء من الوفاء، واحتوى على معلومات ووثائق قديمة.