أراضي املدارس في مزاد عقاري !
كـان األسـتـاذ محمد بن عبدالله الشريف رئيس هيئة النزاهة السابق كثيرًا ما يتمثل ببيت الشعر هذا: وإن الــــــقــــــلــــــيــــــل مــــــــــع الــــــــــصــــــــــاح يبقى
وال يــــــبــــــقــــــى الـــــــكـــــــثـــــــيـــــــر مـــــــــــع الــــــفــــــســــــاد وفــي يــوم األربــعــاء األخـيـر مـن الـعـام املـاضـي ـــــه1439/12/25 كشف الكاتب عبدالله بن بخيت في مقال بجريدة «الرياض» وجهًا مـن أوجــه الخلل الــذي قـد يضر باملجتمع كله وإن كان فيما يبدو للناظر ألول وهلة يتعلق بشريحة واحدة من شرائح مجتمعنا. وكـــــان عـــنـــوان مــقــالــه هـــو «أيـــــن ذهـــبـــت أراضـــــــي املــــــــدارس في املـخـطـطـات؟» وإنــه ســؤال مهم وجـديـر بهيئة الـنـزاهـة ووزارة التعليم والـشـؤون البلدية والقروية أن تهتم بإيجاد الجواب الواضح عليه والدواء الناجع لهذا السؤال. كتب ابــن بخيت يــقــول: «أيـــن ذهـبـت األراضــــي الـتـي خصصت لــلــمــدارس داخــــل األحــــيــــاء؟ لــــم ال يــفــتــح مــلــف املــخــطــطــات من جذوره لكي نعرف ما الذي حدث؟ ربما تستعاد األراضي التي خصصت للمدارس، ونحل مشكات املباني املستأجرة، وتلوث البيئة، ونتخلص من زحمة مـرور ال مبرر لها، ويعود الطفل للعب والدراسة مع عيال جيرانه، كما يحدث في كل مكان من هذا العالم». وقـــال: «عـنـدمـا صممت تلك املخططات كــان تفكير الــنــاس أن املـدرسـة جـزء من األحـيـاء، خطط املخططون مخططاتهم على هذا األساس، يذهب األطفال إلى مدارسهم على أقدامهم، عيال الحارة الذين يلعبون معهم في املساء هم أنفسهم زماؤهم على مقاعد الدراسة في الصباح. ال يمكن أن يفكر أحد أن املدرسة في مكان والطالب في مكان ال يمكن بلوغه باألقدام، لم يفكر أحد أن يومًا سيأتي وتصبح املدرسة رحلة شاقة وطويلة وواحدة من أسوأ ما يحدث في يوم املدينة؛ زحام وتلوث وتبديد وقت وتعطيل». في يقيني أن استرداد أراضي املدارس يجب أن يكون في أعلى سلم أولوياتنا، وأرجـو أن ال تذهب مقالة ابن بخيت كصيحة في واد أو نفخة في رماد، وقد زاد الطني بلة أن هذه املخططات لــم تـضـع فــي حسابها مــواقــف ســيــارات للجنس الـلـطـيـف، ألن واضــعــي املــخــطــطــات كــانــوا مــن أنــصــار مــنــع املــــرأة مــن قيادة الــســيــارات، واآلن نحن بحاجة لـهـذه األراضـــي وللمزيد منها لكي تستوعب مدارس البنات السيارات التي تقودها مدرساتنا وبناتنا في الجامعة والثانوية.. فهل من مجيب؟
السطر األخير: