دارة امللك عبدالعزيز تسجل 6000 مادة لتوثيق التراث الشفوي
أجــــرت دارة املــلــك عــبــدالــعــزيــز مـمـثـلـة فــي مــركــز التاريخ الــشــفــوي نـحـو 6000 مـــادة تسجيلية ومـقـابـلـة شفوية، حيث تم تزويد هذا املركز الذي يعد لغة الدارة املسموعة الستقراء اإلرث الحضاري التاريخي للمملكة باألجهزة الـتـقـنـيـة الــازمــة إلجــــراء املــقــابــات والـتـسـجـيـل والحفظ والــتــدويــن للمعمرين واملــعــاصــريــن وتــدويــن ذكرياتهم وسيرهم الذاتية، واملواقع التاريخية واألثرية، إذ يعد هذا املـركـز الثالث مـن نـوعـه عامليًا بعد مركزين أحدهما في أمريكا والثاني في بريطانيا. واسـتـفـادت الـــدارة وفــي إطــار حفاظها على هــذا املوروث التاريخي من مركز التراث الشعبي في مكتبة الكونغرس األمـريـكـيـة الــتــي تـعـد أقـــدم وأكــبــر مكتبة ثـقـافـيـة في الـــعـــالـــم، حــيــث تــحــتــوي عــلــى املـــايـــني مـــن الكتب والتسجيات والصور الفوتوغرافية والخرائط واملخطوطات، وذلــك دلـيـا على مـا توليه عبر مركز التاريخ الشفوي من أهمية خاصة لحصر وجمع مصادر التاريخ الوطني السعودي داخل اململكة وخـارجـهـا؛ كــون الـوثـائـق التاريخية واملـخـطـوطـات واألمــاكــن واآلثـــار والشهادات الشفوية في مقدمة تلك املصادر. وقـامـت الـــدارة بتكليف عــدد مـن فــرق العمل امليدانية من املتخصصني لتنفيذ زيــارات ميدانية في مناطق اململكة ومــقــابــلــة ذوي االهــتــمــام بــتــاريــخ املـمـلـكـة وإجـــــراء مسح املصادر التاريخية الوطنية، وتوثيق روايات من كان لهم إسهام مباشر أو غير مباشر في مجريات تاريخ اململكة بأنماطه املختلفة. وكشفت إجراء الدارة ملقابات مسجلة بالصوت والصورة مـــع املــعــاصــريــن وشـــهـــود الـــعـــيـــان، ثـــم تــقــديــمــهــا ورقيًا، وإدخــالــهــا فــي أجــهــزة الـحـاسـب اآللـــي، والـقـيـام بدراسات وأبحاث في ضوئها وفق مقاييس وضوابط علمية دقيقة، إضـافـة لــدراســة الــروايــات وفــق قـواعـد علمية وتقنية من حيث املنت والسند واإلفادة من تجارب الجامعات واملراكز الـعـاملـيـة املتخصصة فــي الــتــاريــخ الــشــفــوي والتعاون مع املراكز والهيئات السعودية والعربية التي لها اهتمام بالتاريخ الشفوي وحصر التراث. وتسعى دارة امللك عبدالعزيز لتطوير أعمال مـــركـــز الـــتـــاريـــخ الـــشـــفـــوي مـــواكـــبـــة للمراكز الـعـاملـيـة ووفــــق نـهـج الـــــدارة لـجـمـع املصادر التاريخية الوطنية مــن وثـائــق وتسجيات وصــــــــور لـــلـــمـــواقـــع واملــــعــــالــــم التاريخية؛ لـيـصـبـح أداة عـلـمـيـة فـــي مــجــال التوثيق ذات صلة بالجامعات واملؤسسات العلمية املـتـخـصـصـة فــي حـفـظ الــتــاريــخ ودراســـــة الـــروايـــات وفق قــواعــد علمية وتـقـنـيـة مــن حـيـث املـــنت والــســنــد، فــي حني تتواصل جهود الــدارة في إنجاز مشاريع حفظ املصادر التاريخية الوطنية في إطار رسالتها واهتمامها بخدمة تــاريــخ املـمـلـكـة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة وتــوثــيــق ســيــرة امللك عبدالعزيز ومسح املصادر التاريخية الوطنية. وعـــدت الــــدارة الــتــاريــخ الـشـفـوي مــن املــصــادر املـهـمـة لكل أمـــــة تــعــتــنــي بــتــاريــخــهــا، ملـــا يــعــطــيــه مـــن تـــصـــور دقيق بـأخـذه مـن أفـــواه املـعـاصـريـن، مشيرة إلــى اهتمام معظم دول العالم بالتاريخ الشفوي بـدءًا بالدول الغربية، وفي مقدمتها الــواليــات املتحدة األمريكية واململكة املتحدة، وقــد خصصت مكتبات ومــراكــز خـاصـة بجمعه وحفظه وتهيئته للباحثني، حيث إن هــذا الـنــوع مــن الـتـاريـخ له مميزات فـي املــد باملعلومات الجديدة عـن املـاضـي، قـد ال تـكـون مـتـوافـرة فـي الـتـاريـخ املـــدون، خصوصًا أن تاريخ األسر «العائات» تكون غائبة تمامًا، وتسجيلها قد يسد فــراغــًا مهمًا فــي فـهـم املــاضــي، إضــافــة إلتــاحــة الـنـظـر إلى األحداث بنظرة عصرية أكثر مما تتيح املصادر املكتوبة، كـمــا يـعـتـبـر الــتــاريــخ الـشـفـهـي الــنــوع الــوحــيــد مــن أنواع الـتـاريـخ الــذي يمكن عـن طريقه مواجهة صناع التاريخ وكبار السن وجهًا لوجه ويعطي لهم معنى وقيمة عندما يرون تجاربهم ذات قيمة، ومطلوبة.