.. وملاذا ال يكون بامليالدي؟

ظــل مـوظـفـو الــدولــة لـعـقـود طـويـلـة يــحــالــون عـلـى املــعــاش بنهاية الـشـهـر الــســادس مــن الــعــام الـهـجـري، أي بـتـاريـخ يــوم 30 مــن شهر جـمـادى اآلخــرة مـن كـل عــام، وكـانـت امليزانية العامة للدولة تعلن في غـرة الشهر السابع شهر رجـب الفرد، وكانت الـرواتـب الشهرية تدفع لجميع املوظفني التابعني للقطاع العام.. القطاع الحكومي في نهاية كل شهر هجري أو قبل نهايته بأيام قليلة، ولكن كل ما ذكر قد تغير خـال العقدين األخيرين، حيث إن إعـان امليزانية أصبح مرتبطًا ببداية العام امليادي، وإن ربط رسميا باليوم العاشر من برج الجدي، وأصبح املوظف يحال للتقاعد نظامًا إذا أكمل ستني سنة هجرية حسب مــا هــو مسجل فــي بطاقته الـوطـنـيـة، فــإن كان مـن مواليد 7/1 وهــو التاريخ املـوحـد الــذي جعل لجميع موظفي الدولة الذين كانوا على رأس العمل أو الذين منحوا بطاقات وطنية عند إلغاء العمل بدفتر «التابعية»، وهـو االســم الشعبي لحفيظة الـنـفـوس، أمــا الـذيـن حصلوا على بطاقات هـويـة وطنية بعد تلك املرحلة فإن تاريخ ميادهم املسجل في البطاقة أصبح يمثل تاريخ والدتهم حسب شهادات ميادهم، فتكون إحالتهم للتقاعد في اليوم الذي يكملون فيه ستني سنة هجرية، مع أن رواتبهم الشهرية ربطت هي األخرى بفصول السنة املرتبطة بالشهور امليادية فلم يعد لهم عاقة بالسنوات الهجرية إال في حالة إحالتهم للتقاعد النظامي، وعندما يتم احتساب عمرهم بـاملـيـادي عند بلوغهم ستني سنة هجرية يجد الواحد منهم أن عمره الحقيقي بامليادي هو ثمانية وخـمـسـون عـامـا، وربـمـا يـكـون بعضهم أو جـلـهـم فـي قمة النشاط والعطاء، وعليه فإن املرجو من كل من وزارة الخدمة املدنية ووزارة املالية ومجلس الشورى دراسة أن تكون اإلحالة على التقاعد نظامًا لجميع موظفي الدولة إذا بلغ املوظف ستني سنة ميادية، ال سيما أن بـطـاقـات الـهـويـة الوطنية فـي نسخها الـجـديـدة أصـبـح مسجا عليها تاريخ املياد بالهجري وامليادي معًا، فما دام أن كل األمور ربطت بامليادي أو بالفصول املرتبطة في حركتها به فلماذا تظل مسألة اإلحالة النظامية على التقاعد بالتاريخ الهجري، مع العلم أن جميع املـوظـفـني واملـقـيـمـني والـعـامـلـني فــي مـؤسـسـات وشركات القطاع الخاص يحالون للمعاش بموجب التاريخ امليادي، فما هو رأي كل من مجلس الشورى ووزارتي الخدمة واملالية؟